عاداتك اليومية تهدد صحة دماغك.. والنساء في دائرة الخطر
الدماغ .. في زمن تُرفع فيه راية "تعدد المهام" كدليل على الإنتاجية والتميز، حذّر الدكتور أمير خان، الطبيب العام المعروف، من أن هذه العادة اليومية لا تُشكّل تهديدًا حقيقيًا لصحة الدماغ، بل وتُسرّع شيخوخته بصمت، خصوصًا لدى النساء اللاتي غالبًا ما يُجبرن على ممارسة مهام متعددة في الحياة اليومية.
تعدد المهام.. إنتاجية زائفة بثمن عصبي باهظ
في مقطع نشره على تطبيق "تيك توك"، قال الدكتور خان أمام 67 ألف متابع: "نعتقد أننا ننجز أكثر، لكن الواقع أن تعدد المهام يضغط على الدماغ ويؤثر على وظائفه". وأوضح أن التنقل بين المهام يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، مما يضعف الذاكرة قصيرة المدى ويؤثر على المادة الرمادية المسؤولة عن التركيز والتحكم في المشاعر.
رغم الاعتقاد السائد بتفوق النساء في هذا المجال، تؤكد الدراسات الحديثة أن 2.5% فقط من البشر يستطيعون أداء مهمتين في الوقت نفسه دون تراجع في الكفاءة.
ويتطلب هذا التبديل المستمر بين المهام من جانبي الدماغ العمل بشكل مستقل، ما يزيد العبء العصبي ويضعف التركيز على المدى البعيد.
العادات الأربع الأخرى التي تهدد الدماغ
إلى جانب تعدد المهام، حذّر الدكتور خان من أربع عادات شائعة أخرى تؤثر سلبًا على صحة الدماغ:
الحرمان المزمن من النوم: كل ليلة سيئة تؤثر على الذاكرة والانتباه. النوم العميق ضروري لتنشيط الجهاز الليمفاوي الدماغي الذي يخلص المخ من السموم ويقلل خطر الخرف.
متابعة الأخبار الزائفة والتصفح السلبي: التمرير المستمر على الشاشات، خصوصًا في الليل، يعزز التوتر ويقلل من حساسية الدوبامين، ويضعف إطلاق هرمون النوم "الميلاتونين".
تخطي وجبات الطعام: الجلوكوز هو الوقود الأساسي للدماغ. تخطي الوجبات، خاصة الإفطار، يسبب ضبابية عقلية وضعفًا في التركيز، وهو أمر أكثر تأثيرًا على النساء نتيجة التقلبات الهرمونية.
الوحدة الاجتماعية: قلة التفاعل مع الآخرين تماثل في خطورتها الصحية تدخين 15 سيجارة يوميًا. فالعلاقات الاجتماعية تعزز من قوة الدماغ وتقلل من خطر الإصابة بالخرف.
وسائل الإعلام المتعددة... سمّ عصري
حذّرت دراسات سابقة من أن تعدد المهام الإعلامية، مثل إرسال الرسائل النصية أثناء مشاهدة التلفاز، يسبب انكماشًا في المادة الرمادية. وقد رُصد أن الأشخاص الذين يقسمون انتباههم بين الشاشات المختلفة يعانون من تراجع في المهارات الإدراكية، خصوصًا في الأجيال الشابة من مواليد 1997 إلى 2012، الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام أكثر من شاشة في وقت واحد.
توصيات بسيطة... لكنها فعالة
يشدد الدكتور خان على أهمية التركيز على مهمة واحدة في كل مرة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والتغذية السليمة، والانخراط في علاقات اجتماعية إيجابية.