رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

في يوم ميلاد نورا.. أيقونة للجمال وانسحاب بدون وداع|محطات بارزة في حياتها

بوابة الوفد الإلكترونية

وُلدت الفنانة نورا، إحدى أبرز نجمات السينما المصرية في حقبة السبعينيات والثمانينيات، في مثل هذا اليوم، 18 يونيو، والتي تركت بصمتها الواضحة في قلوب الجمهور العربي بجمالها الهادئ وملامحها الرقيقة وأسلوبها الطبيعي في الأداء، لتُصبح من أيقونات الشاشة الذهبية في العصر الذهبي للفن المصري.

اسمها الحقيقي علوية مصطفى محمد قدري، وُلدت عام 1954، وبدأت رحلتها مع الفن في سن مبكرة، حيث كانت تمتلك منذ الصغر ملامح فنية واضحة، أهلتها لأن تحتل مكانة مميزة على الساحة الفنية بسرعة لافتة، ولم يكن ظهورها مجرد صدفة، بل نتاج موهبة أصيلة وشخصية فنية متزنة جعلت منها واحدة من أكثر الفنانات تأثيرًا في جيلها.

 

نورا
نورا

نورا هي الشقيقة الكبرى للفنانة المحبوبة بوسي، وكونتا معًا ثنائية محببة سواء في المناسبات الاجتماعية أو في بعض الأعمال الفنية، وكان حضورهما معًا محط أنظار وسائل الإعلام والجماهير، فهما تمثلان صورة للفن الجميل والأسرة الفنية المتماسكة.

عرفت نورا بذكائها الفني وقدرتها على اختيار أدوار مميزة تعكس شخصيتها الهادئة والعميقة في آنٍ واحد. لم تكن مجرد ممثلة جميلة، بل فنانة مثقفة تزن خطواتها، وتوازن بين الرقة في الأداء والجدية في المضمون، وهو ما منحها احترام النقاد ومحبة الجمهور.

محطات بارزة في السينما

بدأت رحلتها السينمائية عام 1972 من خلال مشاركتها في فيلم "بيت من الرمال"، لكنها سرعان ما حققت انطلاقتها الحقيقية بفيلم "هذا أحبه وهذا أريده" عام 1975، أمام الفنان هاني شاكر، ومن هنا بدأت مرحلة النجومية الحقيقية.

وقدّمت نورا خلال مسيرتها مجموعة كبيرة من الأفلام التي لا تزال تُعرض حتى اليوم وتلقى إعجاب الأجيال المتعاقبة، منها: العار، الكيف، جري الوحوش، أربعة في مهمة رسمية، زمن حاتم زهران، الفتى الشرير، عنتر شايل سيفه، ضربة شمس، الغيرة القاتلة، إمرأة ضلت الطريق، الفقراء أولادي، لن أغفر أبدا، المحفظة معايا، نهر الخوف، حياتي عذاب، الندم
وغيرها من الأعمال التي شكلت أرشيفًا فنيًا غنيًا وقيّمًا، جعل من نورا رمزًا لفن راقٍ وأداء متميز.

الاعتزال وابتعاد عن الأضواء

قررت نورا في منتصف التسعينيات بشكل مفاجئ أن تبتعد عن الساحة الفنية، وأعلنت اعتزالها وارتداء الحجاب، في قرار اتسم بالهدوء والاحترام، بعيدًا عن الصخب الإعلامي، ولم تبحث عن وداع جماهيري أو تسليط الضوء، بل اكتفت بإغلاق فصل فني مشرق بهدوء ووقار.

هذا القرار زاد من احترام الجمهور لها، حيث اعتُبر موقفًا يعكس طبيعتها الرقيقة وقناعتها الشخصية، وكان له أثر كبير في محبة الجمهور التي لم تتراجع رغم غيابها.

نورا في قلوب الجماهير

رغم مرور سنوات طويلة على غيابها عن الشاشة، لا تزال الفنانة نورا حاضرة في الذاكرة الجمعية لمحبي السينما المصرية، فهي تمثل إلى جانب أخريات من نجمات جيلها، عصرًا ذهبيًا لن يتكرر بسهولة، صورتها تُستدعى كلما ذُكر "زمن الفن الجميل"، ويظل أداؤها العذب شاهدًا على موهبة خالدة تركت أثرًا لا يُمحى.

وتظل نورا مثالًا للفنانة التي جمعت بين الجمال والموهبة والاختيارات الراقية، لتصنع من مشوارها الفني قصة نجاح استثنائية تستحق أن تُروى في كل مناسبة تكرّم فيها رموز الفن الأصيل.