رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

المشي الصامت.. ظاهرة رقمية تتحول إلى ممارسة تعزز الصحة النفسية

المشي
المشي

انتشر مؤخرًا عبر منصة تيك توك اتجاه جديد يُعرف بـ"المشي الصامت"، يدعو المشاركين إلى الاستغناء عن سماعات الرأس وقطع الاتصال بالموسيقى أو البودكاست أثناء المشي. وبينما قد يبدو للوهلة الأولى أمرًا بسيطًا أو حتى مملًا، فإن هذا السلوك يكتسب زخمًا متزايدًا باعتباره وسيلة فعالة لتحسين الصحة النفسية والذهنية.

هدوء الظاهر... وعمق التأثير
يقوم المشي الصامت على مبدأ التركيز التام في اللحظة الحاضرة، دون تشتيت سمعي أو ذهني. وبحسب د. رايل كاهن، أستاذ الطب النفسي ومدير مركز علوم اليقظة الذهنية بجامعة جنوب كاليفورنيا، فإن هذه الممارسة تشبه إلى حد كبير "التأمل أثناء المشي"، وهي طريقة عريقة في تعزيز الحضور الذهني والحد من التوتر. 

ويساعد المشي بهذه الطريقة على تعطيل ما يُعرف بـ"شبكة الوضع الافتراضي" في الدماغ، وهي المسؤولة عن أحلام اليقظة واسترجاع الذكريات أو التنبؤ بالمستقبل. 

الطبيعة حليف صامت للهدوء


أظهرت أبحاث أن المشي الواعي في الطبيعة يمكن أن يخفف من أعراض القلق والاكتئاب، ويُحسّن نوعية النوم ويخفض ضغط الدم. 

يرتبط هذا التأثير بالانخراط في الحواس: ملاحظة النسيم، أو حرارة الشمس، أو أصوات الطيور، وهي كلها محفزات طبيعية تُعيد الذهن إلى الحاضر. وقد وصفت الكاتبة روب ووكر هذه الممارسة بأنها "فن الملاحظة"، وهي وسيلة لإعادة التواصل مع الذات والعالم.

الممارسة لا تخلو من تحديات


رغم الفوائد الواضحة، قد يواجه البعض صعوبة في التعود على المشي الصامت، خاصة أولئك الذين اعتادوا استخدام المشتتات لتجنب التفكير السلبي. 

وقال كاهن إن المقاومة الأولى طبيعية، وتزول تدريجيًا مع الاستمرار والمثابرة. من جهتها، تشير د. سوزان إيفانز، أستاذة علم النفس الإكلينيكي، إلى أن المشي الصامت يمكن أن يكون مرآة للقلق الكامن أو الأفكار العالقة، لكنه أيضًا مساحة مثالية لملاحظتها والتعامل معها بوعي.

كيف تبدأ؟


لا يتطلب المشي الصامت تجهيزات معقدة. يمكن ممارسته في حديقة هادئة، أو حتى في غرفة المعيشة. 

وتكون البداية بخطوات بسيطة: الوقوف بتركيز، ملاحظة التنفس، ثم التحرك ببطء مع الانتباه لكل حركة. الأهم هو إدراك اللحظة، والانتباه لشرود الذهن وإعادته بلطف إلى الحاضر.

أكثر من مجرد اتجاه رقمي


رغم انطلاقه من تيك توك، إلا أن المشي الصامت تجاوز كونه موضة عابرة ليصبح دعوة صريحة للبطء، والتأمل، والاتصال الأصيل بالذات. 

وفي عالم مشبع بالمحفزات الرقمية والضوضاء اليومية، يبدو أن استعادة الصمت قد تكون الخطوة الأولى نحو توازن داخلي حقيقي.