تراشق بين الأردن وحماس.. بيان دفاعي ورد حاد "نحن أكبر من بيانات الفصائل" (فيديو)

أثارت قضية الخلية التخريبية التي تم اعتقالها في الأردن جدلاً واسعًا، حيث سارعت حركة حماس إلى الدفاع عن المعتقلين، معتبرة إياهم "عبروا عن ضمير الأمة نصرة لفلسطين" وطالبت بالإفراج الفوري عنهم.
وفي بيان لها، أكدت حماس أن المعتقلين لم يستهدفوا أمن الأردن واستقراره، وأن تحركاتهم جاءت بدافع نصرة الفلسطينيين ورفض الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
رد أردني حازم
إزاء هذا المطلب، جاء الرد من عمان حازمًا وقاطعًا، حيث نقلت قناة سكاي نيوز عربية عن مصادر أردنية رفيعة المستوى قولها إن "المملكة أكبر من الرد على بيانات الفصائل"، مشيرة إلى أن الأردن دولة مؤسسات صمدت عبر التاريخ، بينما "الفصائل قد تبخرت".
وأضافت المصادر أن "من يتدخل في الشأن الأردني لا يعرف المملكة ومؤسساتها وشعبها"، في إشارة واضحة إلى رفض أي محاولة خارجية للتأثير على الشأن الداخلي الأردني.
محاولات حماس لتصدير الأزمة
يرى مراقبون أن دفاع حماس عن المعتقلين يأتي في سياق محاولات الحركة لتصدير أزمة قطاع غزة نحو الشارع الأردني. ويستذكرون دعوة رئيس الحركة في الخارج، خالد مشعل، قبل نحو عام، لنزول الملايين إلى الشارع بشكل مستدام، وهي الدعوة التي اعتبرها محللون محاولة لتوسيع رقعة الفوضى.
تساؤلات حول موقع الشارع الأردني
يثير هذا التطور تساؤلات حول موقع الشارع الأردني في حسابات حركة حماس، وإلى أي مدى يمكن للحركة تحريك الشارع الأردني في ظل نزاعها مع إسرائيل والحرب الدائرة في غزة.
من جهته، أكد الدكتور حسن المومني، أستاذ تسوية النزاعات الدولية في الجامعة الأردنية، أن الفصائل الفلسطينية لطالما وضعت الأردن في حساباتها، نظرًا لخصوصية العلاقة التاريخية والجغرافية والديموغرافية بين البلدين.
وأشار إلى أن الأردن حسم علاقته مع حماس منذ عام 1999 باعتبارها فصيلًا فلسطينيًا يجب أن يكون على الأرض الفلسطينية، لكن "الالتباس والارتباط" بين حماس وجماعة الإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي ما زال قائمًا.
واعتبر المومني أن هناك "خلاف مفهوم الدولة" بين الأردن صاحب السيادة وبين مفهوم الجماعة التي تنظر لنفسها كمقاومة وحكومة في آن واحد.
في المقابل، دافع السيد إبراهيم المدهون، مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام، عن موقف حماس، معتبرًا أن الحركة طالبت بالإفراج عن المعتقلين من منطلق "المشاعر الوطنية" و"الدوافع النبيلة" لنصرة غزة والدفاع عن الأردن في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.
ودعا المدهون الأردن إلى "فتح أبوابه لحركة حماس" وإعادة الحوار معها، مؤكدًا أن الحركة معنية باستقرار الأردن والعلاقة معه.
مخاوف من "فوضى منضبطة"
وأعرب الدكتور المومني عن اعتقاده بأن حماس تسعى في الفترة الحالية لإثبات وجود دعم شعبي لها، خاصة في ظل الضغوط التي تواجهها.
وحذر من استغلال الحركة لـ"التداخل التنظيمي" مع جماعة الإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي لتحقيق أجندتها.
اقرأ المزيد..