متى تجب زكاة الذهب؟.. عالم أزهري يُجيب

الزكاة ركن أساسي من أركان الإسلام، ولكن هل يشمل هذا الركن الحلي الذي تتزين به المرأة؟ سؤال يثير الجدل بين الفقهاء منذ العصور الأولى، وقد أوضح الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، الرأي الشرعي في هذه المسألة، موضحًا الاختلاف الفقهي حول زكاة الحلي المصنوع من الذهب.
متى تجب زكاة الذهب؟
إذا كان الذهب مخصصًا للادخار، أو معدًا للتأجير، أو تم تخزينه للحاجة، وكان يبلغ النصاب (85 جرامًا من الذهب)، فإن الزكاة تجب عليه بإجماع العلماء. أما إذا كان الحلي يُستخدم للزينة، فهنا يأتي الخلاف بين المذاهب الفقهية.
رأي المالكية والشافعية وأغلب الحنابلة: لا زكاة في الحلي
يرى جمهور الفقهاء، ومنهم المالكية، والشافعية، وظاهر مذهب الحنابلة، بالإضافة إلى عدد من الصحابة مثل عبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله، وعائشة رضي الله عنهم، أن الحلي المعد للزينة لا زكاة فيه، مستدلين بحديث النبي ﷺ: "ليس في الحلي زكاة" (رواه الدارقطني).
ويعتمد هذا الرأي على قياس الحلي على الأنعام المستخدمة في الحرث، والتي لا تجب فيها الزكاة، إذ إن الحلي هنا مستعمل في الزينة، وليس كنزًا.
رأي الأحناف وبعض الصحابة: وجوب الزكاة على الحلي
على الجانب الآخر، يرى الأحناف وجوب الزكاة على الحلي إذا بلغ النصاب، وهو رأي عدد من الصحابة مثل عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، ومن التابعين سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير.
ويستند هذا الرأي إلى حديث النبي ﷺ عندما سألت امرأة عن زكاة أسورتين من ذهب، فقال لها: "أيسرك أن يسورك الله بسوارين من نار؟" (رواه أبو داود).
أي الرأيين أرجح؟
يرجح الدكتور عطية لاشين الرأي القائل بعدم وجوب الزكاة على الحلي المعد للزينة، لكنه يترك الباب مفتوحًا لمن ترغب في إخراج زكاته، معتبرًا ذلك بمثابة صدقة تؤجر عليها، ولكنها ليست واجبة.
الخلاصة
- إذا كان الذهب للادخار أو التجارة: تجب فيه الزكاة بإجماع العلماء.
- إذا كان الحلي للزينة: لا زكاة عليه عند جمهور الفقهاء، بينما يوجبها الأحناف وبعض الصحابة.
- الأمر في النهاية متروك للمرأة: فإن رغبت في إخراج زكاة الحلي، فلها أجر الصدقة، وإن لم تفعل فلا إثم عليها.