فطرت أيام في رمضان الماضي ولم أقضها حتى الآن.. ماذا أفعل؟
يقترب شهر رمضان، ويتساءل الكثير عن حكم تأخير قضاء الصيام لمن أفطر أيامًا في رمضان الماضي ولم يتمكن من قضائها حتى الآن. وفي هذا السياق، أوضح مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الإلكتروني الحكم الشرعي في هذه المسألة، مؤكدًا ضرورة قضاء الصيام قبل دخول رمضان الجديد.
وجوب قضاء الصيام لمن أفطر لعذر
ذكر مركز الأزهر للفتوى عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن من أفطر في رمضان بسبب عذر شرعي، مثل المرض أو السفر، فعليه قضاء ما فاته من الصيام متى تمكن من ذلك، مستدلًا بقول الله تعالى:
> {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185].
كما أوضح المركز أن المرأة إذا أتاها الحيض أو النفاس في رمضان، فإنها تفطر وجوبًا ثم تقضي ما فاتها بعد رمضان، في أي وقت يصح فيه الصيام خلال العام، مستدلًا بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
> "كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَ إِلَّا فِي شَعْبَانَ". [متفق عليه].
التأخير حتى دخول رمضان الجديد.. ماذا أفعل؟
أوضح الأزهر للفتوى أن:
إذا أُخِّر القضاء لعذر، مثل الحمل أو الرضاعة أو المرض المستمر، فإنه يجب القضاء فقط بعد زوال العذر، ولا فدية عليه.
أما إذا تأخر القضاء بغير عذر حتى دخل رمضان الجديد، فعليه قضاء الأيام التي أفطرها، واختلف الفقهاء في وجوب إطعام مسكين عن كل يوم تأخر، لكن المفتى به أنه لا يجب سوى القضاء فقط.
ضرورة المسارعة في القضاء
شدد مركز الأزهر على أهمية المبادرة بقضاء الصيام متى كان ذلك ممكنًا، حتى لا تتراكم الأيام ويصعب تعويضها، مؤكدًا أن هذا من وفاء العبد بحق الله وإبراء ذمته قبل حلول رمضان القادم.
من أفطر أيامًا في رمضان الماضي لعذر شرعي، فعليه قضاؤها قبل دخول رمضان الجديد، وإن تأخر القضاء بغير عذر، فعليه القضاء فقط على المفتى به. ومع اقتراب شهر الصيام، ينصح الأزهر بالمسارعة في أداء ما فات، حتى يستقبل المسلم الشهر الكريم بروح صافية وخالية من أي ديون عبادية.
