في الأيام الأخيرة من شهر شعبان.. جمعة يوضح استقبال رمضان وأحكام الصيام
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تزداد التساؤلات حول فضائل هذا الشهر العظيم وأحكامه الشرعية، وفي خطبة الجمعة التي ألقاها الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، بتاريخ 13 يوليو 2012، تناول عددًا من المسائل المهمة حول استقبال رمضان وأحكام الصيام.
فضل رمضان ونزول القرآن
أكد الدكتور علي جمعة عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك أن شهر رمضان يتميز بكونه شهر نزول القرآن الكريم، مستشهدًا بالآية الكريمة:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].
وأشار إلى أن الكتب السماوية الأخرى نزلت كذلك في رمضان، حيث أوضح النبي ﷺ أن التوراة نزلت في رمضان، وكذلك الزبور والإنجيل وصحف إبراهيم.
أحكام الصيام قبل رمضان
تحدث المفتي السابق عن الأيام الأخيرة من شعبان، حيث أوضح أن النبي ﷺ كان ينهى عن الصيام بعد منتصف شعبان لمن لم يكن معتادًا على الصيام، وذلك استعدادًا لاستقبال رمضان بكامل القوة والنشاط. لكنه أباح الصيام لمن اعتاد على صيام أيام محددة، مثل صيام الإثنين والخميس، أو من أراد قضاء صيام فائت أو الوفاء بنذر أو كفارة.
الاعتكاف وليلة القدر
أوصى النبي ﷺ بالاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، وحثّ المسلمين على تحري ليلة القدر خلال هذه الأيام، حيث وصفها الله في القرآن بأنها {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن هناك اجتهادات في تحديد ليلة القدر، فمن العلماء من يرى أنها ليلة ثابتة، ومنهم من يرى أنها تنتقل في الليالي الوترية من العشر الأواخر، وهناك من يرى أنها ليلة الرابع والعشرين من رمضان استنادًا إلى بعض الروايات.
الرسالة الأهم: الاستعداد القلبي والروحي
أكد الدكتور علي جمعة في ختام خطبته أن الاستعداد لشهر رمضان لا يكون فقط بالصيام، بل بالتهيئة القلبية والنفسية من خلال التوبة والاستغفار والالتزام بأخلاق الصائمين، مثل الصبر وضبط النفس والابتعاد عن المعاصي.
يُذكر أن هذه الخطبة جاءت في إطار التوجيهات الدينية التي تسبق حلول شهر رمضان، لتذكير المسلمين بفضائل هذا الشهر وأحكامه، ودعوتهم إلى استغلاله في الطاعات والعبادات.
