رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

جمعة: الهداية والرزق بيد الله وليست بيد البشر

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الهداية بيد الله وحده، وليست بيد البشر، مستدلًا على ذلك بقول الله تعالى:{لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ}، {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ}


هذه الآيات توضح أن حتى النبي ﷺ، وهو أفضل خلق الله، لم يكن مسؤولًا عن هداية الناس، بل كان دوره التبليغ والإرشاد فقط. ومن هنا، ينبغي على الدعاة أن يدركوا أن دورهم يقتصر على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، دون الإحباط أو الشعور بالفشل إذا لم يستجب الناس لهم. فالهداية بيد الله، وهو وحده الذي يوفق من يشاء إلى الصراط المستقيم.

منهج الدعوة في الإسلام

يوجه الإسلام الدعاة إلى أسلوب راقٍ في الدعوة، كما جاء في قوله تعالى:"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ"، وهذا يؤكد أن الدعوة يجب أن تكون قائمة على الهدوء والصبر، بعيدًا عن العصبية أو الانفعال، وألا تتحول إلى مواجهة أو فرض للرأي بالقوة. فالداعية ليس قاضيًا على الناس، ولا ينبغي أن يكون حاجزًا بينهم وبين ربهم بالتشدد أو التعنت في آرائه، بل يجب أن يترك مساحة للهداية التي يمنحها الله لمن يشاء.

أهمية الإنفاق ودوره في استقرار المجتمع

لا يقتصر مفهوم الإنفاق في الإسلام على كونه عملًا خيريًا فقط، بل هو جزء من دورة اقتصادية متكاملة تعود بالنفع على المجتمع بأسره. ويشير القرآن الكريم إلى ذلك في قوله:"وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ"، أي أن المال الذي ينفقه الإنسان يعود عليه بالنفع، سواء في الدنيا من خلال تحريك عجلة الاقتصاد، أو في الآخرة من خلال الثواب الذي يناله عند الله.

ويوضح الدكتور علي جمعة أن توقف الناس عن الإنفاق يؤدي إلى ركود الأسواق وانهيار الاقتصاد، مما يتسبب في أزمات مالية كبيرة. لذا، فإن تشجيع الإنفاق وفق الضوابط الشرعية يسهم في تحقيق التوازن الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.

ضوابط الإنفاق بين الاعتدال والإسراف

يشدد الإسلام على ضرورة أن يكون الإنفاق بهدف ابتغاء وجه الله، بحيث لا يتحول إلى إسراف يؤدي إلى الفساد في الأرض، كما قال تعالى:"وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ"

فالاعتدال في الإنفاق هو الحل الأمثل لتحقيق العدالة الاقتصادية، بينما يؤدي الجشع وسوء استخدام المال إلى خلل كبير في توزيع الثروات عالميًا، وهو ما نشهده اليوم من فقر شديد في بعض الدول، مقابل تكدس الثروات في أيدي قلة من الناس.

 

يؤكد الإسلام على أن الهداية والرزق بيد الله، وأن دور الإنسان يقتصر على الأخذ بالأسباب والعمل الصالح، فلا ينبغي للداعية أن يشعر بالإحباط إذا لم يستجب الناس لدعوته، كما لا ينبغي للإنسان أن يغفل عن أهمية الإنفاق باعتباره وسيلة لتحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي. الإسلام دين رحمة واعتدال، يدعو إلى الحكمة في كل شيء، سواء في الدعوة أو في التصرف بالمال، حتى يتحقق الخير للفرد والمجتمع بأسره.