جمعة يكشف المفتاح الأساسي لحياة مليئة بالرحمة والإحسان

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن تصحيح البدايات هو المفتاح الأساسي للوصول إلى حياة مليئة بالرحمة والإحسان، سواء في العلاقة مع الله أو مع الآخرين أو حتى مع النفس.
وأوضح عبر صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك أن البداية الصحيحة في علاقتنا بالله تكون بالرحمة، مستدلًا بقوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، حيث جاءت هذه العبارة في مطلع كل سورة في القرآن، وكأنها دعوة إلهية لنا لنبدأ علاقتنا مع الله بالرحمة.
الرحمة.. جوهر العلاقة بين الناس
شدد الدكتور علي جمعة على أهمية الرحمة في العلاقات الإنسانية، مؤكدًا أن المجتمع لن يفلح ما دام الناس لا يرحمون بعضهم بعضًا. وأشار إلى حديث النبي ﷺ: "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ في الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّمَاءِ"، مؤكدًا أن الرحمة يجب أن تبدأ من داخل الأسرة وتمتد إلى الجيران والزملاء والمجتمع بأسره. وأضاف أن من لا يرحم الناس، لن ينال الرحمة، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "مَنْ لا يَرْحَمْ، لا يُرْحَمْ".
تصحيح العلاقة مع النفس بالكرم والعطاء
وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن الإنسان يجب أن يكون رحيمًا حتى مع نفسه، وذلك من خلال الكرم والعطاء، مستدلًا بسيرة النبي ﷺ الذي كان أجود الناس، خاصة في شهر رمضان، حين كان جبريل يدارسه القرآن. وأوضح أن الكرم لا يقتصر فقط على العطاء المادي، بل يمتد إلى العطاء المعنوي، مثل التسامح، والبذل في مساعدة الآخرين، ونشر الخير في المجتمع.
ذكر الله.. بداية الطريق إلى الحكمة
أكد الدكتور علي جمعة أن تصحيح البدايات يكون أيضًا بالإكثار من ذكر الله، حيث إن الذكر هو الطريق للوصول إلى الطمأنينة والحكمة. وأشار إلى حديث النبي ﷺ: "إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْداً فِي الدُّنْيَا، وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلْقِي الْحِكْمَةَ"، موضحًا أن قلة الكلام والتأمل والتدبر هي مفاتيح لبلوغ الحكمة.
تصحيح النيات.. مفتاح النجاح في كل شيء
اختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أهمية تصحيح النيات في كل مجالات الحياة، سواء في العمل، أو العلاقات الاجتماعية، أو حتى في الزواج والتجارة.
وأوضح أن تصحيح النية يجعل الإنسان أكثر إخلاصًا، ويقوده إلى اتخاذ قرارات صحيحة، ويبارك له في عمله وحياته.
وفي الختام، دعا الدكتور علي جمعة الجميع إلى أن يجعلوا تصحيح البدايات نهجًا في حياتهم، حتى ينالوا التوفيق والرحمة في الدنيا والآخرة.