الإدانات تتواصل في واقعة إحراق مركبة اليونيفل بلبنان

أصدر حزب الله، اليوم الأحد، بياناً أكدوا فيه رفضهم القاطع لأي استهداف لقوات يونيفيل والمساس بالممتلكات العامة والخاصة.
وقال حزب الله في بيانه :"ندين الهجوم الذي تعرضت له قوات يونيفيل في محيط مطار رفيق الحريري الدولي".
وكان عدد من أنصار حزب الله قد أشعلوا النار في سيارة تابعة لقوات الأمم المُتحدة "اليونيفل" في طريق المطار أمس أول الجمعة.
اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل
وكان الجيش اللبناني قد أصدر أمس السبت بياناً قال فيه إنه لن يتهاون مع أي إخلال بالأمن، وحذر من ارتكاب أعمال الشغب.
وجاء تصريح الجيش اللبناني بعد يوم من الاحتجاجات المُلتهبة التي شهدها طريق مطار رفيق الحريري في العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي سياقٍ متصل، وصف وزير الداخلية اللبناني، أحمد الحجار، الاعتداء على قوات اليونيفيل بالجريمة، وذلك بعد إحراق إحدى مركبات المنظمة الأممية خلال الاحتجاجات. وأعلن القبض على 25 شخصًا على خلفية الهجوم على موكب اليونيفيل.
وأصدرت قيادة اليونيفيل بيانًا أدانت فيه الاعتداء، مطالبة السلطات اللبنانية بإجراء تحقيق عاجل وشامل، وتقديم المسؤولين إلى العدالة.
كما حذرت من أن الهجمات على قوات حفظ السلام قد تُعد جرائم حرب. وأعربت عن صدمتها إزاء الحادث، مشيرةً إلى إصابة نائب القائد العام المنتهية ولايته أثناء عودته إلى منزله.
وشهد طريق المطار احتجاجات واسعة نظمها أنصار حزب الله، حيث أفادت وسائل إعلام محلية بإضرام النيران في مركبة تابعة لليونيفيل، إضافةً إلى اعتداء على دورية مؤلفة من ثلاث آليات عند مدخل المطار، والاستيلاء على معداتها. وفي تصعيد آخر، قام المحتجون بإفراغ شاحنة نفايات في الطريق لعرقلة الحركة.
وتأتي هذه الأحداث عقب منع السلطات اللبنانية، يوم الخميس، طائرة إيرانية من الهبوط في مطار بيروت، وسط تقارير تفيد بأنها كانت تحمل أموالًا موجهة إلى حزب الله.
تُعتبر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) عنصرًا أساسيًا في حفظ الاستقرار على الحدود الجنوبية للبنان منذ إنشائها عام 1978. تم تشكيلها بموجب قرارات مجلس الأمن، وتهدف إلى الإشراف على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية وتعزيز السلام في المنطقة. بعد حرب عام 2006، تم توسيع مهامها بموجب القرار 1701، لتشمل مراقبة وقف الأعمال العدائية، دعم القوات المسلحة اللبنانية، والمساعدة في منع تهريب الأسلحة. تعمل اليونيفيل على منع التصعيد بين الأطراف المتنازعة من خلال دورياتها المنتظمة، إقامة نقاط تفتيش، والتواصل المستمر مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي، مما يحدّ من مخاطر اندلاع مواجهات عسكرية جديدة.
بالإضافة إلى دورها الأمني، تساهم اليونيفيل في دعم المجتمعات المحلية من خلال برامج إنسانية وتنموية تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية لسكان الجنوب اللبناني. توفر مساعدات طبية، مشاريع بنية تحتية، ودورات تدريبية للقوات اللبنانية لتعزيز قدراتها الدفاعية. كما تعمل على تعزيز الحوار بين المجتمعات المحلية وتعزيز التعاون المدني والعسكري، مما يعزز التفاهم بين السكان والقوات الدولية. رغم التحديات السياسية والأمنية، تبقى اليونيفيل عاملًا مهمًا في تحقيق الاستقرار الإقليمي وتقليل التوترات، ما يجعلها شريكًا رئيسيًا في جهود حفظ السلام وتعزيز الأمن في لبنان والمنطقة.