كيف يتفاعل جسمنا مع الأطعمة المألوفة خلال تقدمنا في السن؟
مع التقدم في السن، يبدأ الجسم بالتفاعل بشكل مختلف مع الأطعمة والمشروبات المألوفة وهذا بسبب التغيرات الفسيولوجية والهرمونية التي تطرأ عليه، وإن التغيرات المرتبطة بالعمر التي يتعرض لها جسمنا مع تقدمنا في السن تؤثر على جميع الأجهزة والأعضاء تقريبًا - بما في ذلك الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي.
ونتيجة لذلك، قد تبدأ الأطعمة والمشروبات المألوفة التي نستهلكها منذ سنوات في التسبب بردود فعل غير متوقعة، تحدثت أخصائية أمراض الجهاز الهضمي ألكسندرا أليسوفا مع MedikForum.ru حول كيفية معاناتك مع تقدمك في السن بسبب أطباقك الخفيفة المفضلة.
ووجدت الطبيبة أنه مع التقدم في السن، يتباطأ عمل الجهاز الهضمي، وعلى وجه الخصوص، ينخفض إنتاج الإنزيمات الهضمية الضرورية لتفكيك البروتينات والدهون والكربوهيدرات وتتمثل عواقب مثل هذه التغيرات في ظهور أعراض غير سارة بعد استهلاك المنتجات التي تحتوي عليها.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي انخفاض إنتاج إنزيم اللاكتاز إلى حقيقة أن منتجات الألبان، التي تم هضمها سابقًا دون مشاكل، تبدأ في التسبب في عدم الراحة والانتفاخ والإسهال أي تطور عدم تحمل اللاكتوز، بالإضافة إلى ذلك، مع التقدم في السن، تنخفض حموضة العصارة المعدية، مما قد يجعل من الصعب هضم الأطعمة الثقيلة - اللحوم والأطباق الدهنية، وقد يؤدي هذا إلى الشعور بالثقل أو حرقة المعدة أو حتى الغثيان بعد تناول مثل هذه الوجبة".
وأضافت الطبيبة أنه مع التقدم في السن يعاني العديد من الأشخاص من تباطؤ في عملية التمثيل الغذائي، ويحدث هذا التباطؤ بسبب انخفاض كتلة العضلات وتغيرات في عمل النظام الهرموني ونتيجة لذلك، يبدأ الجسم في إنفاق طاقة أقل للحفاظ على الوظائف الأساسية، ويمكن أن تؤدي كميات الطعام المعتادة إلى زيادة الوزن.
وأشارت أخصائية أمراض الجهاز الهضمي إلى أن التغيرات الهرمونية في الجسم المرتبطة بالعمر (خاصة لدى النساء أثناء انقطاع الطمث) يمكن أن تؤثر على إدراك طعم الطعام.
ويمكن أن يؤدي انخفاض مستويات هرمون الاستروجين لدى النساء إلى تغييرات في تفضيلات التذوق وزيادة الحساسية للملح والسكر وربما يفسر هذا لماذا، مع تقدمنا في السن، يبدأ العديد من الناس في الشعور بأن الأطباق المألوفة تبدو باهتة للغاية، أو على العكس من ذلك، حلوة للغاية أو مالحة للغاية.
هناك تغير آخر مرتبط بالعمر وهو انخفاض تحمل الجلوكوز، مما يجعل الأطعمة الغنية بالسكر والتي لم تسبب أي مشاكل في السابق تبدأ في التسبب بتقلبات حادة في مستويات الجلوكوز في الدم، وبسبب هذا، يصبح العديد من الأشخاص عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
كما أن التقدم في السن يسبب تغيرات في البكتيريا المعوية التي تلعب دورا رئيسيا في هضم الطعام ونتيجة لذلك، يمتص الجسم العناصر الغذائية بشكل مختلف ويتفاعل بشكل مختلف مع الأطعمة التي يتناولها، وعلى سبيل المثال يمكن للألياف التي يستهلكها الشخص أن تسبب انتفاخًا مزعجًا ومؤلمًا لم يكن مزعجًا للغاية من قبل.