رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لغتنا العربية جذور هويتنا

قالوا إن العلم رحم بين أهله، وقالوا بتفاعل الحضارات. لا صدامها، وهذا أساس نمو أى حضارة، وهو ما قامت به اللغة العربية من عبورها مرحلة المحلية إلى العالمية منذ مرحلة ما أخذه الأمويون من النظم البيزنطية الراجعة إلى الرومان، حيث تنامت المعارف العلمية والأدبية بالمشافهة مع المستعربين، وتعددت طرق النقل والترجمة، ضيقة أول الأمر فى بداية العصر الأموى، ثم متسعة بعد ذلك فى الأديرة، وملحقاتها العلمية من المدارس المتناثرة فى جنديسابور القريبة من البصرة، وفى نصيبين، وفى حران، والرها، وأنطاكية، والإسكندرية، والطابع الغالب على ذلك يونانى، مع جهود علماء السريان المسيحيين الذين نشطوا منذ القرن الرابع حتى القرن التاسع الميلاديين فى ترجة تراث اليونان، ومن أشهر مترجميهم قبل الإسلام: يوحنا فيلوبونوس الإسكندرى المعروف باسم يحيى النحوى، الذى كان يعيش فى القرن السادس الميلادى، ونقل الكثير عن اليونانية من منطق وطب وطبيعيات، ومن أشهرهم: سويرس سيبوخت، أسقف قنسرين، ويعقوب الزهاوى، وله فى النحو السريانى، ثم كانت اليد الطولى للعباسيين فى ترجمة المصنفات اليونانية عن مراكز الثقافة، كما ترجم الفرس عن الهندية، حيث كانت مدينة بلخ أهم مركز إيرانى جمع بين الثقافتين: الهندية والفارسية، ومن ثم العربية، وكان بها معبد النوبهار البوذى، واهتم المنصور بالتنجيم مثلما كان بنوبخت الفارسى والجداول الفلكية، ومعهما: على بن عيسى فى رسالة الاسطرلاب، الآلة الفلكية التى ترصد الكواكب، وقد نشر الرسالة لويس شيخو، وكذلك تم نقل كتب أخرى عن الهند واليونان فى العلوم، على نحو ما تحدث نللينو عنه وعن آثاره وعن الوفد الهندى القادم إلى جعفر المنصور عام 154هـ، ومعرفة أخبار: أبويحيى البطريق، ونشطت الترجمة فى عصر الرشيد، ووزرائه البرامكة الذين شجعوا على ذلك، فكثرت الترجمات، واشتهر من المترجمين: محمد بن جهم البرمكى، وزادويه بن شاهويه وبهرام بن مردانشاه وموسى بن عيسى الكسروى وعمر بن الفرخان وسلم صاحب خزانة الحكمة وسهل بن هارون أحد خزنتها، والحجاج بن مطر، وشهرة ما نقلوه، وبلغت الترجمة ذروتها فى عصر المأمون حتى جعل المكافأة وزن ما يترجم ذهبا، حسبما ذكرت كتب التاريخ والأخبار، ومنها: ابن النديم فى الفهرست ص240، والجاحظ فى البيان والتبيين 1/328، وابن جلجل فى طبقات الأطباء والحكماء، نشر المعهد الفرنسى بالقاهرة ص61، وابن أبى أصيبعة، ج2، القسم الأول، بيروت، وأخبار الحكماء للقفطى ص232، وعلوم اليونان وسبل انتقالها إلى العرب لأوليرى، النهضة المصرية ص 37، و123، وصفحات عن إيران لصادق نشأت، ومصطفى حجازى، الأنجلو، القاهرة ص81.
وما نجم عن ذلك التفاعل الحضارى فى فروع المعرفة، ومنها تأثرنا بالفقه الرومانى منذ ذلك الحين، ثم الفقه الأوروبى، وبخاصة الفرنسى، فى العصر الحديث، وبالعلوم بأصنافها المتعددة.
يضاف إلى ذلك ما أخذه العباسيون من نظم الفرس، وعلومهم،
كما يضاف إلى ما تم، قبل ظهور الإسلام وبعده، عن طريق الاقتراض والإقراض، والاقتباس، والنقل والتجديد، أو التأثير والتأثر، والاستنباط والوضع، وكذلك بعد الفتوحات ؛ إذ لا توجد لغة غير مختلطة، وغالباً ما كان الاقتراض فى الأمور غير المألوفة فى شبه الجزيرة العربية من أزهار وطيور، وغيرها مما يتصل بألفاظ الحضارة والمدنية لدى الدول المتاخمة كالفرس واليونان، فى مجال جلب البضائع والتلاقح الثقافى، فى علاقاتهم بالآراميين فى الشمال، وباليمنيين فى الجنوب، حيث رحل كثير من القبائل اليمنية إلى الحجاز كقبائل معين وخزاعة والأوس والخزرج، وكذلك صلة اليمنيين بالأحباش فى الثقافة والتجارة.

عضو المجمع العلمى
واستاذ النقد الأدبى
بجامعة عين شمس