رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج المقصورة

تحدث الأخطاء فى كل مكان ولكل شخص، لكن هناك أماكن غير مسموح بأى خطأ، من ضمن هذه الأماكن شركة مصر للمقاصة والإيداع والقيد المركزى، وذلك لمركزها ووضعها الحساس، كونها تحتوى على معلومات وبيانات خاصة بجميع الشركات المقيدة مركزيا، والعاملة بالسوق، ولكونها أيضاً ذات طابع خاص، حيث إنها الشركة الوحيدة التى تقوم بمجموعة وظائف تميزها عن غيرها.

الحقيقة أن الأخطاء بكل أشكالها حتى لو حدثت لم يكن أحد يعرف عنها شيئًا، طوال 25 عامًا بقيادة محمد عبدالسلام الرئيس الأسبق، والدكتور طارق عبدالبارى العضو المنتدب الأسبق أيضاً لهذا الكيان العملاق، لأنه لم يكن فى فلسفتهم العملية شيء للصدفة، بل كان لديهم القدرة الكبيرة فى التعامل مع أى أزمة بفكر أكثر احترافًا، وإدارة تسير فى صمت، ودون ضجيج لا أحد يشعر بها.

ربما يسأل البعض عن سر «النبش» فى ذاكرة الأيام، والماضي.. فى حقيقة الأمر ما تعرضت له الشركة مؤخرًا السبب الحقيقى وراء التفتيش فى الماضى، مؤخرًا استيقظ مجتمع سوق المال على اضطرابات و«دربكة» فى تنفيذ تداولات البورصة بيعا وشراء، ليتبين بعد شوطا طويلا من اجتهادات السوق والمستثمرين، و«القيل والقال» أن هذه «البلبلة» بسبب انقطاع الكهرباء عن شركة مصر للمقاصة، وحينما بدأ الفنيون التحرك واستخدام مولد الكهرباء البديل «جينيتور» استغرق الأمر وقتًا، ثم سرعان ما عادت الكهرباء، لكن هذه المرة كانت قوية تسببت فى أعطال للسيستم، ونتيجة لذلك تسبب فى «وقف الحال».

رغم خطورة ما حدث على عمليات التسوية، وعدم قدرة شركات الأوراق المالية فى حجز أسهم عملائها سواء من الأفراد المصريين والمستثمرين العرب أو المؤسسات المالية المصرية والعربية والأجنبية، وذلك للتسوية العادية عن يوم 18/4/2024، أو تسوية 21/4/2024 نتيجة عطل فى نظام تشغيل التطبيقات ومن ضمنها تطبيق حجز الاسهم للبيع، والذى استمر فترات متقطعة، وكل ذلك أثار العديد من علامات الاستفهام.

ربما أولى هذه العلامات التى أثارت الانتباه، كيفية التعامل مع مثل هذه الطوارئ والأزمات والتى كان محمد عبدالسلام الرئيس الأسبق يتعامل معاها باحترافية، وبرنامج محدد، وليس بمنطق «يوم الله يعين الله»، بالإضافة أيضاً إلى التعسف فى بعض شروط خوض انتخابات المقاصة السابقة التى «دفنت» أصحاب الخبرة، والمحترفين فى المجال والتى حرمتهم من التقدم للترشح بدعوى أن أى مترشح كان يعمل فى إحدى شركات السوق لا بد أن يكون مر على انتهاء عمله بهذه الشركة عاما ليتاح له خوض الانتخابات بحجة تعارض المصالح، وهذا حرم الشركة من محترفين لديهم القدرة على قيادة الشركة بأسلوب صحيح....

ياسادة... الوقت غير متاح للخوض فى التفاصيل التى تسببت في «دفن» مصر للمقاصة بعدما كانت «تتسيد» شركات العالم.. مصر للمقاصة كيان لن يسقط من ذاكرة سوق المال المصرى، مهما اساء اختيار من يقوده، لكن يستدعى كل ما حدث من أزمات إعادة النظر فى قواعد الترشح فى الانتخابات المقبلة خلال أشهر قليلة من الآن.