عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قرآنيات تجريبية

على مائدة القرآن

بوابة الوفد الإلكترونية

 

ليس القرآن الكريم مُعجزاً فحسب فى إمكانية تحديه، بل إنه معجز كذلك فيما اشتمل عليه من أدوات تبليغ ووسائل خطاب وطرائق إقناع، ومناهج استدلال تناسب الغايات والأهداف التى قَصَد تحقيقها بتغيير وإصلاح وجه الإنسانية: عقيدة وشريعة، أخلاقاً وسلوكاً، تنويرا معرفياً ومنهجياً، ولم تتوقف حدود الإعجاز القرآنى عند تنوع تلك الوسائل والمناهج وتعددها بما يناسب تعدد الغايات وتنوع الأهداف التى قصدها، بل إن الإعجاز يتعداها إلى ملائمة ومناسبة تلك المناهج والوسائل لطبيعة الإنسان وتعدد قواه وملكاته وأدواته الإدراكية ما بين عقلية وروحية وحسية، والقدرة على تلبية احتياجاتها وكفاية متطلباتها. 

مصداقا لقوله تعالى: (لِكُلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومنهاجاً)، فكما تنوعت الشرائع لتتوافق مع احتياجات الإصلاح الدينى والأخلاقى للأمم، فإن مناهج الاستدلال ووسائل الخطاب قد تنوعت كذلك بما يناسب الطبائع والمَلَكات والقدرات الإدراكية للإنسان.

ولأن المنهج التجريبى واحد من أهم المناهج التى تحتاجها الإنسانية لاكتشاف الحقائق وكذلك لإثباتها أو الاستدلال على عدم صحتها، فإن القرآن الكريم قد كان سَبّاقاً إلى توظيفه وكذلك سَبّاقاً إلى التفرد فى مجال التجديد بتوظيفه فى مجال إثبات الغيبيات رابطاً ربطاً مُحْكماً بين عمل الحَوَاس(سمْع. بصر. لمس. شمّ. تذوّق. شعور) وبين عمل العقل فى توظيف المقدمات والنتائج الحسية وتحليلها والاستنتاج العقلى منها للاستدلال على قضايا الغيب والشهادة على حد سواء.

وللتأكيد على هذه المنهجية عرض القرآن الكريم نموذجاً لثلاث وقائع تجريبية متتالية فى سورة البقرة (٢٥٨- ٢٦٠) لإثبات الألوهية: (ألم تر إلى الذى حاجَّ إبراهيم فى ربه أن آتاه اللهُ المُلك إذ قال إبراهيم ربّى الذى يحْيى ويميت قال أنا أُحْيى وأُميت قال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبُهت الذى كفر).

وإثبات عقيدة البعث والنشور:

(أو كالذى مَرّ على قرية وهى خاوية على عروشها قال أنَّى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثتَ قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شىء قدير).

وإثبات قدرته على إحياء الموتى: (وإذ قال إبراهيم ربّ أرنى كيف تحى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثمّ ادعُهنّ يأتينك سعياً واعلم أن الله عزيز حكيم).