عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

عندما تم الإعلان عن رفع الدعم عن السلع الأساسية عام 1977 فى مصر، ارتفعت أسعار السلع بشكل عام، وأسعار اللحوم بشكل خاص، حيث كان سعر كيلو اللحوم وقتها 68 قرشا، وبعد ارتفاعه أصبح 100 قرش!
أثار الارتفاع الشديد فى الأسعار غضب المواطنين وحملوا المسئولية لمجلس الشعب والذى كان رئيسه فى ذلك الوقت المهندس سيد مرعى لأن المجلس هو الذى وافق على رفع الدعم عن السلع الأساسية وظهرت عبارة «سيد مرعى يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه» اعتراضا على القرارات التى اتخذها المجلس برفع الدعم.
الأزمة جعلت الرئيس السادات يتخذ قرارات عاجلة لاحتواء غضب المواطنين الذين استفزهم ارتفاع سعر اللحوم إلى ما يقرب من ضعف سعرها قبل رفع الدعم، وكان أول القرارات التى اتخذها «السادات» إلغاء قرار رفع الدعم على السلع، كما قرر منع ذبح اللحوم بجميع أنواعها لمدة شهر كامل، مع التشديد على عدم ذبح أنثى البتلو، فى مختلف محافظات الجمهورية، والقرار الثالث الذى اتخذه السادات، مطالبة الشعب بمقاطعة شراء اللحوم خلال هذه الفترة، كما أمر السادات الأجهزة المعنية بتشديد الرقابة على الأسواق والمجازر لتنفيذ قرار منع الذبح، وبعد انتهاء مهلة الـ30 يوما، تراجعت أسعار اللحوم لتعود إلى طبيعتها مرة أخرى!
وقتها، اهتم السادات، بزيادة المعروض من اللحوم، والاهتمام بتوفير الأعلاف الخضراء، وتشجيع المربين على تربية الماشية، بجانب مشروع تنمية البتلو، مما ينتج عنه تراجع معدلات التضخم.
إلغاء الدعم فى عهد السادات كانت وراءه المجموعة الاقتصادية برئاسة الدكتور عبدالمنعم القيسونى وهو أشهر الاقتصاديين الذين عرفتهم مصر، وقد وجدت المجموعة الاقتصادية أنه أصبح ضروريا إجراء عملية اصلاح اقتصادى يدفع فيها المواطنون الأسعار الحقيقية للسلع على أساس أن حالة الحرب قد انتهت حيث عرفت مصر دعم السلع منذ الحرب العالمية، وإذا كانت حالة الحروب تتطلب تدخل الحكومة لدعم السلع الرئيسية وهو أمر حدث فى مختلف الدول خلال الحرب، فمن الطبيعى وقد انتهت الحرب مع إسرائيل عودة الحياة إلى طبيعتها وبيع السلع بقيمتها الحقيقية، ورغم أن قائمة السلع التى أعلنت الحكومة رفع الدعم عنها كانت تعنى ارتفاع تكاليف الحياة للمواطن إلا أن ذلك الرفع لم يكن السبب الحقيقى لاستياء المواطنين، كان الأخطر هو شعور المواطنين بأن الحكومة ضحكت عليه وأعطته علاوة ثم بعد ساعات فأجاته بضربة قاسية، أخذت منه أضعاف ما أعطته!
الدعم أيام السادات كان فى حدود 9 ملايين جنيه!! والأسعار بعد الزيادات التى تم إقرارها بعد رفع الدعم أوصلت أنبوبة البوتاجاز إلى 95 قرشا، وعليه السجائر زادت 20 مليما وكيلو السكر 10 مليمات، وكيلو الأرز زاد سعره 10 مليمات وزاد سعر البنزين بين 18 و25 مليما.
هذه الأسعار التى تبدو اليوم هزلية كانت فى وقتها تمثل أرقامًا كبيرة!