رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نفحات

مكانة العلماء

للعلماء العاملين والدعاة المخلصين مكانة فى الإسلام، حيث أن الإسلام اعتبرهم ورثة للأنبياء صلوات الله عليهم، فهم مصابيح الدجى ونخبة النجباء، وهم منارات الهدى، لبيان الحق، وهداية الخلق، وهم لسان الامة، وعمودها الفقرى، بهم يهتدى الناس من ظلمات الجهل، وبهم يثبت العباد فى المحن، وينجون من الفتن، فلا استغناء عنهم أبدا، ولا يمكن بشكل أو بأخر تشويههم، أو تجاهلهم، فهلاكهم هلاك للامة، وفقدانهم ضلال فى الملة، قال (صلى الله عليه وسلم) « إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا « ففى هذا الحديث يبين النبى (صلى الله عليه وسلم) ويشدد على مكانة العلماء، وأن فى الابتعاد عنهم وتهميشهم واتخاذ العلم ممن ليس بعالم، فيه الهلكة والضياع لنا.

والخروج على العلماء، لا يقل شراً عن الخروج على الحكام المسلمين، فالخروج على العلماء أصل، والخروج على الحكام فرعه، وما خرج الخوارج على الحكام فى كل عصر، إلا بعد خروجهم على العلماء، فالعلماء الربانيين لهم حق الطاعة، فهم من اولى الامر، وهم أصحاب البصيرة، وهم من المعنيين فى قوله تعالى (ياايها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم) مذهب أهل العلم أن قولى «أولى الأمر منكم» يشمل الحكام الصالحين والعلماء العاملين، فسره ابن عباس بأن المراد بأولى الأمر، هم أهل الفقه والدين، وقال ابن كثير: والظاهر أنها عامة فى كل أولى الأمر من الأمراء والعلماء.

وعليه فإن من أعظم المفاسد التى قد تصيب الأمة هى الطعن فى علمائنا وتشويههم ونشر سيئاتهم، فإن فى ذلك مئذنة ضلال الطاعن، وعلامة زيغه، لما يترتب على ذلك من مفسدة الوقيعة بين الناس والعلماء، وانقطاع الصلة بينهم، فلا يكون وقتئذ للعلماء على الناس طاعة، ولا يكون عند الناس للعلماء احترام، وحينئذ يكون عالم المرء هواه، ومفتيه رأيه ومصلحته، وهذا سبب وقوع الفتن وضياع للمجتمع.