عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

وجدت لذته عند قراءته

لو تأثر المسلمون بالقرآن الكريم تأثراً حقيقياً وتدبروا ما فيه لتغير حالهم وانصلح، ولو طبقوا ما فيه وحكموه فى حياتهم لسادوا العالم كما ساد سلفهم الصالح العالم، فهو النجاة لمن أرادها، والصلاح والفلاح لمن ابتغى الفوز فى الدارين، فقد ذاق طعم الإيمان وحلاوة القرآن أقوام سبقوا بالخيرات ولم يجعلوه وراءهم ظهرياً، وإنما كان القرآن الكريم إمامهم يأخذون من بلاغته ويقتبسون من أنواره، ويستشفون من آياته ويرتوون من معينه، ويزكون نفوسهم من سمو معانيه، ويطهرون قلوبهم من فيض جلاله، فما أبهاه فى نظمه ولفظه، وما أعجزه فى وسمه ورسمه، وما أروعه فى مبناه ومعناه يقول طيب الحمال: صليت خلف سهل بن عبدالله العتمة فقرأ قول الله تعالى: «وسقاهم ربهم شرابا طهوراً»، وجعل يحرك شفتيه وفمه، وكأنه يمص شيئا، فلما فرغ قيل له: أتشرب أم تقرأ؟ 

فقال: والله لو لم أجد لذته عند قراءته كلذته عند شربه ما قرأته. 

وهذا لا يتأتى إلا لأصحاب القلوب النقية التى عرفت باب الطاعة فلم تفارقه فلزمته، وظلت عليه فذاقت ومن ذاق عرف ومن عرف لزم ولذلك كان دعاء السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلبى ولن يكون كذلك إلا بالتدبر والتفكر، واستحضار هذه اللذة عند القراءة حتى يتواصل المدد الربانى، وينغمس القلب فى بحار الحب الإلهى فهو كلام الله الذى أنزله الله على قلب حبيبه ومصطفاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.