رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نرى فى الأدب المصرى الحديث شواهد تشير الى تأثره ببعض الأيديولوجيات والحركات الأدبية الناشئة فى الغرب. يمكن للقارئ أن يجد أمثلة أو صدى للرومانسية، والوجودية، والواقعية الاجتماعية، والسريالية، والأدب الملتزم، ومسرح اللامعقول، وحتى اتجاهات ما بعد الحداثة. هناك أيضًا مؤشرات واضحة على تأثير شخصيات أدبية غربية بعينها على الكتّاب المصريين والعرب: شيلى، كيتس، ووردزوورث فى شعر الرومانسيين أحمد زكى أبو شادى (توفى 1955)، إبراهيم ناجى (ت. 1953)، وغيرهما؛ فرانز كافكا فى مسرحيات ميخائيل رومان (ت. 1973) وروايات صنع الله إبراهيم (1937–)؛ تى. إس. إليوت فى شعر صلاح عبدالصبور (ت 1981)؛ وجالزوورثى وديكنز فى روايات نجيب محفوظ (ت. 2006)، وتتجلى هذه التأثيرات أيضا فى أدب المهجر، ففى كتابات جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، أمين الريحانى، وإلياس أبو شبكة، يمكن للقارئ أن يحس بتأثير كتّاب أمريكيين مثل إدغار آلان بو ورالف والدو إيمرسون ووالت ويتمان. 
وموضوع اللقاءات بين الشرق والغرب موضوع متكرر فى الأدب الحديث. ويظهر عادة على شكل لقاء بين شاب مصرى / عربى يسعى للحصول على تعليم عال فى عاصمة أوروبية وإمرأة غربية. فى معظم الأحيان، لا يؤدى اللقاء إلى علاقة صحية أو دائمة، وينتهى بالانفصال أو حتى بالعنف. يمكن رؤية هذا اللقاء بين الشرق والغرب فى روايات مثل «عصفور من الشرق»، و«أديب» و«قنديل أم هاشم» للمصريين توفيق الحكيم وطه حسين ويحيى حقّى، على التوالي؛ و«الحى اللاتيني» للبنانى سهيل إدريس، و«موسم الهجرة إلى الشمال» للسودانى الطيب صالح.
وفى الآونة الأخيرة، نشرت بعض الروايات المصرية التى تجرى أحداثها فى أمريكا: «أمريكانلي» لصنع الله إبراهيم (2004)؛ «شيكاغو» لعلاء الأسوانى (2007)؛ و«بروكلين هايتس» لميرال الطحاوى (2010)، ويبدو أن هذا بدوره يشير إلى تحول عن أوروبا إلى أمريكا كمسرح للثقافة الغربية. فى روايات القرن الماضى، كانت المتروبوليس الغربية تتمثّل فى باريس أو لندن كما نقرأ فى روايات الحكيم، وطه حسين ويحيى حقّى، ولكن الغرب الآن تمثله مدنا مثل نيويورك أو شيكاغو. فى روايات القرن الماضى، كان الشاب المصرى يلتقى بباريسية شقراء فاتنة أثناء دراسته فى باريس (مركز المعرفة والحضارة بالنسبة له)، ويقع فى حبها، لكن علاقتهما تنتهى بشكل مفاجئ وبقدر من الخيبة، إن لم يكن بالمرارة. الآن فى القرن الواحد والعشرين، قد يكون البطل امرأة غير متزوجة، كما فى «بروكلين هايتس» وقد يكون أكاديميا زائرا يدرِّس -ويدْرُس- طلابا غربيين (أمريكيين) ويفضح معرفتهم المحدودة بالعالم، كما فى «أمريكانلي» لصنع الله ابراهيم.
وبعض الكتّاب المصريين الآن يقيمون فى عواصم الغرب ويكتبون عن تجاربهم هناك كمهاجرين، وهذا بدوره يجعل النظرة المعتادة للقاءات بين الشرق والغرب فى حاجة إلى مراجعة عميقة.