عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هناك نظريتان بهما فلسفة معينة، النظرية الأولى أن صلاح الرعية من صلاح حاكمها والعكس بالعكس، وأما النظرية الثانية فإن الحاكم أولًا وأخيرا ابن البيئة، وأنه ليس سوى انعكاس لطبيعتها، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»، حيث تُعتبر العلاقة بين الحاكم والمحكوم هى الإشكالية الأساسية فى أية دولة، وعلى حلّها يتوقف تقييم الدولة بأنها ناجحة، أو فاشلة، عادلة أو ظالمة، ديمقراطية أو تسلطية، والأمر يتعلق بشكل الدولة وطبيعة نظامها السياسى، والمبادئ والقيم التى تحكمها، وتاريخيًا كان (ابن خلدون) مؤرخًا عربيًا من القرن الرابع عشر ويعتبر أبو علم التأريخ ومعروفًا بنظرياته حول صعود وسقوط الإمبراطوريات وأشهر أعماله «المقدمة» وهو نص تأسيسى فى مجال التأريخ ويعتبر من أهم الكتب فى الفلسفة الإسلامية، وفى هذا العمل وضع ابن خلدون نظرية شاملة فى التاريخ وعلم الاجتماع والسياسة، وقام بتحليل أسباب صعود وسقوط الإمبراطوريات، حيث نظر ابن خلدون إلى علاقة الحاكم والمحكوم على أساس فهمه الخاص للتاريخ والحضارة، ووجد ابن خلدون أن نهضة الحضارات ترتكز على مجموعة من الأفراد الذين يعملون معًا لتحقيق أهداف مشتركة، ومثل هذه الجماعات تستمر فى الوجود طالما أدرك أفرادها أنهم يتشاركون فى مصيرهم المشترك وأن نجاحهم يتوقف على وحدتهم وتعاونهم، وعلى الجانب الآخر نجد أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم لها تاريخ حافل بالمتناقضات والمتجانسات، وبالاستقرار والاضطرابات، ولقد مر على بعض الأمم فترات كان الحاكم فيها له السلطة المطلقة التى تجعله يتظاهر بأنه إله، أو يدعى الربوبية، كما ورد بالقرآن العظيم: {أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِى حَاجَّ إبراهيم فِى رَبِّهِ أن آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إبراهيم رَبِّى الَّذِى يُحْيِى وَيُمِيتُ قَالَ أنا أُحْيِى وَأُمِيتُ قَالَ إبراهيم فإن اللَّهَ يَأْتِى بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِى كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (البقرة: 258) وفى آيات أخرى: {اذْهَبْ إلى فِرْعَوْنَ أنه طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إلى أن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إلى رَبِّكَ فَتَخْشَى * فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أنا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخرةِ وَالأولى} (النازعات: 17-25)، وبالتالى ومما سبق ذكره أرى أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم، انطلاقًا من المساواة والعدل والشراكة والمشاركة، وبالطبع مبادئ الحريّة، فإنها تشكّل أساس المواطنة فى الدولة العصرية، وللحديث بقية أن شاء الله.

[email protected]