عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

بين الأمل والإحباط مسافة كبيرة، قد تسقط فيها دول أو تتقدم، قد تتخلف فيها شعوب أو تتطور، وعندما قال الكبير عبدالرحمن الشرقاوى: الكلمة نور وبعض الكلمات قبور، فقد كان يلخص خطورة الكلمة وأنها أكثر تأثيرًا من الجيوش فى التدمير، وعندما نرصد ما يجرى حولنا ونتابع المحبطين الذين تخصصوا فى نشر الروح التشاؤمية واليأس بين المصريين، فسندرك أن هذا فى غالبه ليس مجرد تصرفات شخصية ولا نفوس محبطة لظروف خاصة بهم، وإنما هو أمر مستهدف وجزء من الحرب القذرة على مصر وأهلها، فالمطلوب أن يعيش المصريون دائمًا حالة من الإحباط وتسيطر عليهم روح التشاؤم، فلا يرون سوى الخطر ولا يعترفون بأى نجاح أو إنجاز، ولا يعترفون بأى حكومة ولا يصدقون أى مسئول.
وعندما تصبح هذه سمة شعب فالطبيعة أن تتحول الدولة إلى ساحة رفض وغضب وكراهية واعتراض وخوف وقلق، لتكون النتيجة فى النهاية تدمير، فالمحبط لن يساهم فى بناء، والمتشائم لن يكون داعما لأى عمل إيجابى، والغاضب لن يحترم قانون، والمعترض لن يلتزم ولن يحافظ على وطن، بل سيتحول إلى مخرب ومعول هدم.
هذه هى الحالة المطلوب أن تعيشها مصر، أن نكون شعب من المحبطين والمتشائمين، والطريق إلى هذا بسيط ولا يحتاج لجهد كبير من المتأمرين وإنما فقط يتطلب استخدام وسائل الاعلام المختلفة وخاصة السوشيال ميديا فى نشر اكاذيب وافتراءات وتشويه كل ما يتم من بناء والتشكيك فى كل قرار أو توجه أو مؤسسة وطنية، حتى يتسرب اليأس والإحباط إلى نفوس المواطنين، يتم التركيز على السلبيات، وتسويد كل شيء، كل قرار يفسر على أنه لخدمة الفاسدين، وكل مشروع يتم تصويره على أنه اهدار لأموال الشعب، وكل استثمار يسمى بيع للبلد، وكل موقف يفسر على أنه موجه من الخارج، وكل مسئول يوصف بأنه خائن، وكل نائب مزور، وكل كاتب صحفى أو اعلامى يصنف بأنه موجه يزيف الحقائق،
عندما تحاصر مثل هذه الأكاذيب المواطن خاصة فى ظروف أزمات اقتصادية وتضخم ولا تترك له مساحة للتنفس أو رؤية الحقيقة، فالطبيعة أنه سيتحول إلى متشائم وناقم، لا يقبل شيئًا، بل وقد لا يشعر بالانتماء للبلد، فيتحول إلى عدو دون أن يدرى.
علينا جميعًا أن ننتبه إلى هذا الخطر وأن نشر الإحباط وترويج السلبيات ليس مجرد عمل فردى بل هو مخطط، وعلينا جميعًا التصدى له ومواجهته، على كل المصريين والمؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية أن يتحملوا مسئولياتهم الوطنية فى المواجهة بتعزيز الوعى من خلال كل ما هو إيجابى، ونشر التفاؤل، ولدينا الكثير مما يمكن أن نستخدمه لنشر هذا التفاؤل، لكن لا يجب أن نترك الفرصة لهؤلاء المتربصين بنا لأنهم اخطر علينا من العدو المباشر.