عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنت أتابع البرنامج الثقافى المصاحب لفعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب وتوقفت أمام ندوة بعنوان «مستقبل الصحافة الورقية».. ومعرض الكتاب طوال تاريخه يناقش قضايا ثقافية وفكرية وفلسفية لكنه لأول مرة يناقش قضية مهنية بحتة وهو تطور مهم فى فكر القائمين على المعرض ويجب توجيه التحية لهم والشكر على تخصيص ندوة لهذه القضية المهمة مناقشة مستقبل الصحافة الورقية رغم أهميتها إلا أنها لم تعد تشغل القائمين عليها وهنا أقصد نقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة.. وهى قضية غير مطروحة على أجندة أعمالهم من الأساس رغم أنها تمس آلاف الصحفيين والعاملين فى المهنة من المطابع والتوزيع والشئون الإدارية والفنية وخلافه. 

وكان أولى بمناقشة هذه القضية هى الهيئات الثلاث وهو الأمر الذى يشغل بال العالم كله منذ الانفجار التكنولوجى وظهور المواقع الإلكترونية والتطبيقات الإخبارية على الموبايل بجانب المنافسة من القنوات الفضائية والإذاعة بجانب الأزمات الاقتصادية المتتالية عالمياً ومحلياً وارتفاع أسعار الورق ومستلزمات الطباعة وأصبح المواطن يفضل شراء سندوتش على شراء جريدة واذا أضفنا أن محتوى الصحف كلها أصبح متشابهاً إلى حد التطابق فبالتالى لا يوجد دافع لشراء الجرائد على مختلف مستوياتها. 

ومنذ سنوات تقدمت بمشروع لمجلس النقابة بضرورة عقد مؤتمر علمى يناقش هذه القضية يشارك فيه كليات ومعاهد الإعلام والصحافة التى أصبحت الآن منتشرة فى كل مدينة فى مصر والحكومة والمجتمع المدنى والهيئات الضابطة للصحافة والإعلام والقطاع الخاص وشركات التكنولوجيا الكبرى وأن يكون مؤتمرا على مدار 3 أيام يعقد بمقر النقابة ويقدم فيه دراسات وأبحاث محكمة حتى نضمن أن يبذل الباحثين فيها جهداً حتى نصل إلى خارطة طريق لإنقاذ الصحافة الورقية وجددت تقديمه للمجلس الحالى للنقابة فور انتخابه. خاصة أن نقابة الصحفيين المصرية هى نقابة الصحفيين العاملين فى الصحافة الورقية بحكم قانونها الذى تجاوز عمره 52 عاماً ولا يعترف بأى نوع من أنواع الصحافة إلا الورقية وهو الأمر الذى يفرض إحداث تغيير فى قانون النقابة حتى تحتوى المواقع الإلكترونية المرخصة والتى بلغت حتى الآن أكثر من 250 موقعاً أغلبها بلا جرائد. 

وقضية مستقبل الصحافة الورقية تمت مناقشتها على المستوى العالمى فى أكثر من مؤتمر وندوة تنظمها اتحادات وروابط الصحفيين وملاك الصحف الدولية. ووضعت هذه المؤتمرات مجموعة من التوصيات فى محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والصحف التى أتبعت هذه التوصيات حافظت بقدر كبير على نسب توزيعها لأنها أصبحت تقدم محتوى لا تستطيع المواقع الاخبارية الالكترونية ولا القنوات الفضائية تقديمه وبالتالى هناك نماذج وإن كانت قليلة جداً نجحت فى تحقيق الاستقرار على الأقل لموارد الصحيفة وتحقق لها الاكتفاء الذاتى بدون أرباح كما كان يحدث قبل الثورة التكنولوجية. 

مهنة الصحافة فى مصر فى خطر وهو الأمر الذى دفع إدارة معرض الكتاب تخصيص ندوة لإلقاء الضوء على الأزمة التى تزداد يومياً وانعكس ذلك على الصحفيين أنفسهم والبحث عن أعمال أخرى لتوفير دخل مناسب لهم. 

فشكراً لإدارة معرض الكتاب على هذه اللفتة ولاعزاء لنقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة.