مجدي عاشور: فتح رسول الله طاقة الحب لمن همته ضعيفة وعمله قليل

ألقى الدكتور مجدي عاشور، المستشارالعلمي لمفتي الديار المصرية، خطبة اليوم الجمعة، من مسجد فاضل بمدنية السادس من أكتوبر، المشهور بمسجد المفتي السابق الدكتور علي جمعة، وتناول تقسميات القرآن الكريم للطوائف من المؤمنين والمنافقين، وكيف يلحق من كانت همته ضعيفة وعمله قليل برسول الله.
بدأ فضيلة الدكتور مجدي عاشور خطبته بقول الله تعالى من سورة النساء: “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145)إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)".
وقال عاشور إن الإنسان لابد أن يراجع نفسه عند استقبال عام جديد، في تقسيمات القرآن للطوائف، فهناك من هو مؤمن ومطيع ومحسن وتقي من أول الأمر، وهم طائفة المؤمنين، وهناك أناس ضعف بهم الحال فعصوا الله عز وجل حتى وصل بهم، كما في هذه الآيات إلى النفاق الشديد، فكانوا الدرك الأسفل من النار.
ووضح مستشار مفتي الجمهورية أن الإنسان إن لم يكن من طائفة المؤمنين على الأقل يحرص على أن يلحق بهم، فإن لم تسطع أن تكون من أهل الطاعات فاحرص على أن تكون من أهلها، وإلا على الأقل فعليك أن تحب أهل الطاعة لتكون معهم وتلحق بركابهم، وقد وضح القرآن والسنة سبل لحاق واسعة بالصديقين والشهداء والصالحين وسيدنا محمد.
واستشهد عاشور بحديث رسول الله عندما جاءه رجل من الأنصار وهو محزون، فقال: يا نبي الله نحن نغدو عليك ونروح، ننظر في وجهك ونجالسك، غدًا ترفع مع النبيين فلا نصل إليك، فسكت النبي حتى نزل جبريل بقول الله تعالى في سورة النساء: "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا"، فأرسل الرسول إليه وبشره.
كما جاء في حديث رسول الله عن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء"، وأشار فضيلته إلى أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بين إلحاق أوسع في أحاديثه الشريفة.
فإذا كان الإنسان همته ضعيفة وعمله قليل، فقد فتح له رسول الله طاقة الحب في حديثه الشريف، فقد فاجأ رجل فقال يا رسول الله إني لا أطيق فراقك، وإذا غبت عني اشتقت إليك فتذكرت الدار الآخرة وأنك تكون في درجات علية مع النبيين والصديقين وإني لو دخلت اللجنة أكون في درجة أقل فخشيت أن أحرم من رؤيتك في الآخرة فبكيت، فقال له صلى الله عليه وسلم: يا ثوبان المرء مع من أحب.
ووضح مجدي عاشور، أن حديث يوضح أمن المحبوب تلحق به، فإن حب سيدنا النبي وحب أهل الله والصالحين، يجعل العاصي على ضعف منه غير متجرئ على الله في معية رسول الله، فمن أحب قومًا حُشرا معهم، ولذلك أهل الله يربي المريدين، أن الناس درجات وكلهم في سعة المعيه الربانية.