رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

نسمع كثيرا مقولة أن مصر بلد ولّادة بالكفاءات والمواهب، وأغلبنا لا يتوقف عندها أو يترجمها على أرض الواقع، وإن حدث فيكون فى حدود ضيقة مثل الرياضة والفن والأدب، لكن الحقيقة أن مصر كمنجم ذهب لا ينضب ولا يتوقف عن إنتاج المواهب وأصحاب الفكر والقدرات الذين أحيانًا لا نقدرهم كما يستحقون، لكنهم على المستوى الخارجى لهم مكانة خاصة، ومن الشخصيات المصرية الذين يتمتعون بهذه المكانة المرموقة علميا وفكريا الدكتور سامى الشريف، ليس فقط كأستاذ إعلام له بصمة أكاديمية يحترمها الجميع، وإنما كشخصية قيادية يمتلك القدرة على الإبداع فى كل ملف يتولاه وكل مهمة تسند إليه، وخلال الفترة الحالية يشغل الشريف منصباً عالمياً مرموقا، كأمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، وهو منصب رفيع، ليس مجرد تشريف أو تكريم لمن يتولاه وإنما منصب له تبعات كثيرة، تتطلب شخصية صاحبة خبرات ورؤية متجددة، وفهم للمتغيرات واطلاع على الثقافات المختلفة والأهم إيمان بدور ورسالة الرابطة التى تأسست عام 1969 كمؤسسة دولية تجمع فى عضويتها عشرات الجامعات ومؤسسات التعليم والبحث العلمى من مختلف أنحاء العالم، والأمين العام للرابطة هو المسئول عن تفعيل استراتيجية توطيد العلاقات بين كل هذه المؤسسات وابتكار أفكار للتعاون وخلق مساحات للحوار ليس فقط بين أعضاء الرابطة وإنما بينها وبين المؤسسات والمنظمات الأخرى، خصوصا على المستوى الفكرى والثقافى الذى يعتبر الرسالة الأولى للرابطة فى ظل تواجد شخصية مثل الدكتور عبدالكريم العيسى على رأسها وهو مفكر ومجدد دينى حقيقى له إنتاجه العلمى الذى يحتفى به العالم.
والحقيقة ليس بمستغرب أن يكون اختيار الشريف أمينا عاما لرابطة يترأسها الدكتور العيسى فبينهما صفات مشتركة فى الشخصية القيادية والفكر المستنير والإبداع والرغبة فى إقامة جسور تواصل بين الحضارات والثقافات المتنوعة، ولهذا كان واضحا خلال الفترة الأخيرة حجم النشاط الذى تقوم به الرابطة على مستوى الحوار والمؤتمرات العلمية المهمة والمشاركات الدولية التى تناقش القضايا الجوهرية للأمتين العربية والإسلامية وكذلك ما يخص الحوار مع الغرب، وقد شرح الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى رؤيته الشاملة لهذه القضية المهمة خلال محاضرته بجامعة القاهرة «مستجدات الفكر بين الشرق والغرب» والتى كشف فيها بأسلوب سلس حجم المساحات المشتركة التى يمكن أن يبنى عليها الحوار بين الشرق والغرب، ودور العلماء فى خلق هذه المساحات وتأصيلها وتوطيدها.
ثنائية العيسى والشريف نجحت فى فترة قصيرة أن تجعل الرابطة منارة علمية متوهجة ونافذة تواصل حقيقى بين الثقافات، وأعتقد أن الفترة القادمة سنجد حصادا كبيرا ومهما لهذه الرؤية.