رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

عندما ذهبت ملكة الجمال لصرف معاشها الضئيل الذى لم يكن يزيد على ٢٣ جنيها فى الموعدالمحدد لها شهريا من خزانة الفرقة المصرية قال لها الموظف المسؤل وهو يرسم صورة حزينة على وجهه بعد أن نظرالصراف إلى الكشف، ثم نظر اليها وقال لها: آسف يا مدام زينب معاشك انقطع؟وماإن أحست زينب صدقى بالحرج والخزى قالت له: يابنى اللى بيوصل العيش هو اللى فوق. واللى بيقطع العيش هو اللى فوق، وأشارت بسبابتها إلى السماء، وأنهت حديثها قائلة «سيبك من الناس اللى تحت» حتى أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرارًا بمنحها هى وبعض الفنانين القدامى معاشًا استثنائيًا قيمته مائة جنيه مصرى ، وفى زمن الفن المصرى الجميل والذى كان الجميع يتبارى فى العمل من اجل الفن والابداع فقط والتكاتف على اخراج العمل الفنى سواء فيلمًا أو مسرحية أو مسلسلًا فى أبهى صوره حيث كانت السينما المصرية تضاهى سينمات الغرب بل كانت تتفوق عليها أحيانا . كان الفنان لايسعى لعمل مطعم أوكافيه أو امتلاكه طائرة او حتى سيارة أحيانا أو قصرا مثلما يحدث الان . لكنهم كانوا يجودون فى فنهم ويتقنونه .كل فى مجاله على الرغم من تقاضيهم أجورًا زهيدة مقارنة بالملايين التى يتقاضاها فنانون الايام دى «ومافيش الان فن يليق بمصر»،واذا أجرينا مقارنات بين زمان والان نجدها كثيرة فقد شهدت  السينما المصرية رائدات ساهمن فى النهوض بالفن حتى أصبحت مصر رائدة فى الفن على مستوى العالم العربى أجمع أنذاك وشاركت ملكات جمال دون ان يجرين عمليات تجميل مصطنع ولم يغيرن من خلقتهن مثلما يحدث الان ونراه للأسف بلا فن يذكر، لقد حظيت السينما المصرية بجميلات كثيرات لامثيل لهن كان من بينهن ،ملكة جمال مصرعام 1930 ميرفت عثمان صدقى، والتى ولدت فى 15 أبريل 1895.والمعروفة بزينب صدقى والتى تفوقت فى تجسيد أدوار السيدة الأرستقراطية. حيث اشتهرت على مدى مشوارها مع الفن بتقديم دورالأم أو الحماة الطيبة، عملت فى مسرح رمسيس ومسرح الريحانى وفرقة عبد الرحمن رشدى، وتفوقت فى المسرحيات الناطقة بالفصحى. كما قدمت العديد من الأفلام السينمائية وعندما ضاقت عليها الحياة باعت مقبرتها لتأكل بثمنها والتى بنتها لتدفن فيها وبحثت عن شيء آخر تبيعه فلم تجد غير سيارتها فباعتها بثلث ثمنها. وبعد أن كانت تقيم فى بيتها ندوات ثقافية أسبوعية، تضم كبار الكتاب والأدباء والنقاد ومنهم العقاد ومحمد التابعى والرافعى والمازنى وعبد الرحمن نصر ومحمد على حماد وغيرهم حتى رحلت الفنانة زينب صدقى عن دنيانا تاركة وراءها إرثا واسعا من الأعمال الفنية والسينمائية وفى مثل هذا الشهر عام 1993عن عمر ناهز 98 عاما.