رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

أكثر من مليارى مسلم كانت عيونهم معلقة بالعاصمة السعودية الرياض السبت الماضى، انتظارا لبيان القمة العربية الإسلامية التى ضمت 51 دولة اجتمعت بشكل طارئ (فى الأسبوع السادس للحرب)، فى محاولة لوقف الة الدمار الإسرائيلية.

ورغم انعقاد القمة الاستثنائية تحت دوى القذائف وقصف الطائرات الإسرائيلية، للمستشفيات والملاجئ الآمنة والمدارس، لكنها لم تتمكن من الاتفاق على خطوة عملية، تجبر إسرائيل ومن ورائها أمريكا على مجرد التفكير فى وقف اطلاق النار، وبعد ساعات ممتدة من الكلمات جاء البيان الختامى للقمة بأكثر من 30 توصية، تتنوع بين المطالبة والمناشدة والادانة والشجب بعيدا عن إجراء مؤثر تلتزم بيه كافة الدول المجتمعة، التى عبرت عن مواقفها بخطب إنشائية رنانة.

حدث ذلك باستثناء مصر التى عبرت عن موقفها بشكل واضح منذ بدء الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى، عندما اطلقت لاءاتها الثلاث (لا للتهجير القسرى، لا تصفية للقضية الفلسطينية على حساب مصر، لا لقتل المدنيين الأبرياء)، بالإضافة إلى نجاحها فى ادخال المساعدات الإنسانية عبر منفذ رفح، ودعوتها لقمة السلام الدولية التى مهدت لانعقاد هذه القمة الطارئة، ولقد بدا ذلك واضحا فى كلمات الدول المشاركة بالقمة، التى اشادت بدور مصر الواضح وبنت مواقفها فى ضوء الموقف المصرى الذى تحدد منذ البداية

وهكذا بدلًا من أن تأتى قرارات القمة بتعليق التطبيع خاصة وان هناك تطبيع مجانى، من جانب بعض الدول بعيدا عن معاهدات سلام أو استرداد للأرض، أو أن تلوح قراراتها بتخفيض ضخ الغاز أو الامتناع عن تصدير النفط مؤقتا، أو حتى مجرد الإشارة إلى تجميد الاستثمارات العربية فى الدول الغربية، أو حتى استدعاء بعض السفراء من قبيل المقاطعة الدبلوماسية، أو الميل إلى إعلان المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الغربية، حتى تتأثر المصالح الأمريكية فتسعى لإجبار إسرائيل على وقف الحرب، ولكن لوجود بعض الحسآسيات (العربية العربية)، وكذلك المقاربات بين بعض الدول الإسلامية فى علاقاتها بالغرب، حالت المصلحة الشخصية لتلك الدول دون اتخاذ قرار جماعى للقمة يؤثر بشكل واضح على أمريكا أو إسرائيل لذلك خلا البيان الختامى من تلك القرارات أو بعضها، وجاء على سبيل المثال بحظر تصدير السلاح لإسرائيل دون أن تكون هناك آلية تمتلكها دول القمة لتنفيذ هذا الحظر، فأصبح بيانها مجرد كلام!

باختصار انعقدت القمة وانفضت دون أن تستغل الفرص أو القدرات التى تتمتع بها دولها، وكان يجب حصرها فى قرار واحد أو إجراء عملى قابل للتنفيذ، حتى يشعر الغرب بوجود كيان عربى إسلامى انتفض بصدق من أجل أطفال غزة، واتخذ قرارا يؤثر على أمريكا التى تعد شريكا أساسيًا لإسرائيل فى الحرب! 

والحال هكذا فلا نبالغ حين نصفها بأنها (قمة الفرص الضائعة)!!