رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

مع دخول حرب غزة أسبوعها الخامس اتسعت دائرة المجازر الدموية باستخدام الاسلحة المحرمة دوليًا والقنابل الثقيلة وسط احياء سكنية طالت المستشفيات والمخابز ومراكز الإغاثة والإنقاذ حتى تحولت المدينة إلى مقبرة جماعية بعد أن تجاوز شهدائها الـ10,000 شهيد، بينما يدخل الغذاء والدواء والمساعدات (بالقطارة) بعد تفتيشها من جانب قوات الاحتلال!

بالطبع إسرائيل لا تفعل ذلك من أجل إنهاء حماس وإنما ترى فى وجودها زريعة لإبادة الشعب الفلسطينى وإرغامه على الفرار إلى الأردن أو سيناء حتى يتحقق حلمها الاستيطانى من (النيل إلى الفرات) كما تروى (اسطورتهم الكاذبة) بهدف إثارة الفوضى فى المنطقة وإعادة تشكيلها من جديد بعد أن فشل (الربيع العبرى) فى ذلك عام ٢٠١١.

يؤكد ذلك الدعم المالى غير المحدود لإسرائيل (١٤ مليار دولار) من أمريكا حتى الآن، إضافة إلى المساعدات الأوروبية الأخرى تحت غطاء سياسى دولى يمنع أى قرار لإيقاف الحرب أو إدانة الاحتلال بدعوى حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، بينما هم يدافعون عن حماية مصالحهم فى الشرق الأوسط تنفيذا لمقولة كيسنجر وزير خارجية أمريكا الأسبق (لن تستقر أمريكا فى مقعدها على رأس العالم إلا باحتلال دول العرب النفطية)، وهذا يكشف بوضوح ما يجرى على أرض غزة ليست حربا سياسية وإنما صراع مسيحى يقوده الغرب فى مواجهة الإسلام!

جاء ذلك على لسان أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى (اقصد الإسرائيلى) عند هبوطه من الطائرة مع بدء الحرب.. (جاءت كيهودى يناصر إسرائيل)، وأكد ذلك مرة أخرى السبت الماضى فى لقائه بوزراء الخارجية العرب بالعاصمة الأردنية عمان، حين رفض وقف اطلاق النار بينما شدد الجانب العربى على ضرورة وقفها ومنع تهجير الفلسطينيين من غزة

وهنا كيف يتمكن العرب من فرض موقفهم فى مواجهة الموقف الغربى الداعم بقوة لإسرائيل وسط أقاويل تتردد تصريحًا وتلميحًا عن وثيقة مسمومة تعطى احقية لإسرائيل فى سيناء، ومشروعات مطروحة بتدويل حكم غزة بعد فناء حماس أو وضعها تحت وصاية الأمم المتحدة، ورغم ما يتردد مجرد أوهام. 

لكن الشارع الإسرائيلى يردد الآن (إنهم مستمرون فى الانتقام حتى تتحقق نكبة جديدة) بهجره الفلسطينيين من وطنهم!

من هنا يطرح السؤال نفسه: إلى متى سيصمت العرب والمسلمون أمام هذه الأطماع بعد أن تأكد لهم أنها حرب عقائدية وليست سياسية؟

فى اعتقادنا أن وقف هذا المخطط يتطلب تحركًا عربيًا إسلاميًا سريعًا باستخدام قدرات وإمكانيات الدول العربية والإسلامية من غاز ونفط واستثمارات ماليه، فضلاً عن سلاح المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية التى تصل إلى طرد السفراء وليس استدعائهم للتشاور، مع وقف بيانات الشجب والادانة التى مل الجميع من سماعها، فالأمر يتطلب (هبة جماعية عربية) تبدد الصمت وتلفت نظر الغرب إلى وجود كيان عربى إسلامى يتحرك بموقف واحد كما حدث فى حرب أكتوبر ١٩٧٣ وما احوجنا إلى تحرك هذا الكيان الآن فهل يتحرك العرب؟