عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

قد يقبل الشعب المصرى رئيسًا وينتخبه لكنه لا يرتبط به ولا يمنحه ثقته، وحدث هذا بالفعل، فثقة المصريين عزيزة لا يحصل عليها أحد الا إذا كان يستحقها بالفعل، وإذا وثق الشعب فى رئيس رفعه إلى درجة الزعامة، ووقف فى ظهره وتحمل معه الصعب وخاض معه البحر أن طلب ذلك، والثقة الشعبية لا تأتى إلا بعد أن يثبت الرئيس أنه أهل لها، وهذا لا يتحقق بالكلام والشعارات وانما بالأفعال.

والمؤكد أن المصريين منحوا هذه الثقة للرئيس السيسى، والأهم أنها تتجدد كل فترة، وهذا فى حد ذاته يستحق التوقف أمامه، فحجم ما يتعرض له الرئيس من استهداف بحروب الشائعات والاكاذيب ومحاولات التشكيك فى مواقفه ربما لم يتعرض له رئيس أخر، كما أن عدد القرارات الصعبة التى يتخذها الرئيس السيسى بل والظروف التى تمر بها مصر غاية فى الصعوبة ورغم ذلك لم يسحب الشعب ثقته منه بل تمسك بها وفى الأيام الأخيرة جددها ودعمها

وعندما نبحث عن كلمة السر فى هذه الثقة الشعبية المتجددة نجدها فى الوعى وادراك المصريين أولا لإخلاص ووطنية الرئيس وثانيا للظروف الصعبة المفروضة على مصر اقتصاديا وسياسيا بسبب الأزمات العالمية المتوالية، والتحديات التى أوجدتها الظروف الدولية والاقليمية الراهنة.

وفى الاسابيع الأخيرة ورغم حالة القلق التى كانت تنتاب المصريين بسبب الأسعار ومستويات التضخم لكن جاءت الحرب الإسرائيلية على فلسطين لتمنح الرئيس السيسى ثقة شعبية جديدة بعدما أكد أحقيته بها من خلال مواقفه وحفاظه على الأمن القومى المصرى وتمسكه بالثوابت المصرية فى ظل حجم الضغوط التى تتعرض لها مصر.

وتجسدت الثقة ليس فقط فى الخروج إلى الشوارع والميادين لدعم موقف الرئيس وانما فى الاحاديث الشعبية والجلسات الخاصة بعدما ايقن المصريون مجددا أن القضية فى هذا التوقيت ليست مجرد إدارة بلد وانما هى حرب يخوضها رئيس الدولة حفاظا على هذا الوطن، وأن الوطنية تقتضى مساندته ودعمه أمام المخططات التى يواجهها وخاصة مخطط توطين الفلسطينيين فى سيناء، وهو الخطر الحقيقى الذى يهدد الأمن القومى الآن ومواجهته تتطلب رئيسًا قويًا قادرًا على التصدى وإعلان الرفض امام القوى الدولية الكبرى التى تتبنى هذا التوجه، وهو ما حدث بالفعل ووضع الرئيس السيسى العالم أمام ثوابت مصرية رفض التنازل عنها، بل تحدى معلنا أن الأمن القومى المصرى خط احمر لا تهاون فيه، مثلما اعلن الرفض التام لأى محاولات لتصفية القضية الفلسطينية.

هذا الموقف فى ظل الدعم الدولى الكبير لمخطط التهجير اكد للمصريين مجددا أن القائد الذى حمل روحه على كتفه يوم ٣ يوليو لينقذ الشعب من الجماعة الإرهابية هو نفسه بشخصيته الكاريزمية ووطنيته وقوته الرئيس السيسى فى أكتوبر ٢٠٢٣ وللمرة الثانية يحمى الشعب والدولة من مخطط يستهدف صميم أمنها القومى ويهدد سيادتها على ارضها التى تمثل بالنسبة للمصريين عرضا وكرامة، ولهذا كان الالتفاف حوله وتجديد الثقة فيه لإدراك عموم المصريين أن هذا هو الرئيس الذى يؤتمن على الوطن، صحيح الأزمات الاقتصادية موجودة وتتزايد، والتضخم مرتفع، لكن ماذا يفيد الرخاء الاقتصادى والدولة تواجه خطرًا وجوديًا وارضها مهددة،

ادرك المصريون فى لحظة فارقة أن الاقتصاد وان كان يعانى فهو قابل للإصلاح، والتضخم وان كان يتزايد فهو يمكن أن يتراجع ببعض الصبر والإجراءات لكن امن مصر وسيادتها وارضها لا تقبل التفريط ولا يمكن تعويضها الا بالدم.

هذا هو كلمة السر فى الثقة التى منحها الشعب للرئيس السيسى وما زال متمسكا بها، لانه يجد فيه قيادة واعية حكيمة تمتلك رؤية واضحة وثبات فى المواقف ولا يغامر بشعبه بل يقاتل من اجله، ويعمل بكل جدية لتحسين معيشته وفى الوقت نفسه لا يفرط فى ثوابته، ولهذا ستظل الثقة الشعبية فى السيسى.