رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

مهما تعددت المخططات الصهيونية، وما وراءها من إغراءات وضغوط غربية، غير أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الأوروبيين- على ما يبدو- أعمتهم الرغبة المحمومة، فى دعم إسرائيل غير المشروط عن حقيقة مكمن الصلابة والقوة، التى هى أصل الوطنية فى مواقف التركيبة المصرية، قيادة وشعباً، تلك العقيدة الثابتة، التى أسقطت على مر التاريخ، كل ما سعت إليه الصهيونية العالمية، وحتى حكام إسرائيل إلى اليوم، فى أن تكون شبه جزيرة سيناء، أرضاً بديلة للفلسطينيين، حتى تتوسع الدولة العبرية وتضم قطاع غزة، ومن ثم تنتهى من عبء الدولة الفلسطينية، وتصدر مشاكلها للدولة المصرية، لكنها لم تتعدَّ الأوهام.. وسقطت هناك.

< عند «تل أبيب»، العديد من الخطط والدراسات، عن المطامع فى أرض سيناء، وهى تستمد القوة فى إدارتها، من دول أوروبا الغربية، التى هيأت ملامح الوطن القومى لليهود، منذ مؤتمر «بازل» فى سويسرا، العام1897، عندما تبنى الصحفى اليهودى تيودور هرتزل، حشد تلك الدول لتأمين اقتراحه، بأن تكون سيناء المصرية، الأرض الموعودة للوطن اليهودى، وفى سبيل ذلك، أطلق منظمته- الحركة الصهيونية- لتكون الآلية، لتجميع الشعب اليهودى من الشتات، وتسكينهم بالحرب أو بالمقابل فى سيناء، الأمر الذى حققته الحكومة البريطانية، بـ«وعد بلفور»، فى العام1917، الذى انتهى بقرار التقسيم وإقامة دولة إسرائيل، فى العام1948.. ولكن على أرض فلسطين. 

< وعلى مدى سنوات الصراع العربى- الإسرائيلى، وعلى الرغم من الهزيمة المروعة للكيان الصهيونى، فى حرب أكتوبر 1973، وحكام «تل أبيب» لم يستوعبوا الدرس، بمصرية أرض سيناء عبر التاريخ، كونها الحزام الشرقى للأمن القومى المصرى، وتواصلت معطياتهم الخبيثة، لما يسكن مخيلتهم، ظناً أنهم قد يصلون إلى اتفاق مع مصر، إما بصيغة تبادل أراضٍ بين البلدين، وهو ما رفضه من قبل الرئيس الراحل حسنى مبارك، ولقن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى درساً، أتت على ما لديه من أوهام خطة «جيورا أيلاند»، التى تصور الأمريكيون- وقتها- أنها قد تغرى القيادة المصرية، 12 مليار دولار، مقابل600 كيلو متر من سيناء..وكانت صدمتهم مؤلمة. 

< والتاريخ يحفظ للراحل، المشير حسين طنطاوى, والمجلس العسكرى الذى كان يترأسه، التصدى لنفس المخطط، عندما أعادت «واشنطن» و«تل أبيب»، طرحه على الرئيس الإخوانى محمد مرسى، فى إطاراتفاق تعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، تتقاضى بموجبه 20 مليار دولار، مقابل التنازل عن1000 كيلو متر من أرض سيناء، تستوعب سكان غزة، وتوسع لإسرائيل التمدد نحو مياه المتوسط بضم القطاع، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، شاهد على هذا العرض، وقال إنه رفضه كلية، وأعتقد أن موقفاً للرئيس عبدالفتاح السيسى، الرافض لتهجير سكان غزة إلى الحدود المصرية، ربما أكثر قوة فى وجه جيش الاحتلال، من قوة حرب «طوفان الأقصى».. المشتعلة هناك. 

< لقد كانت القيادة السياسية بعيدة النظر، عندما سبقت لاستشراف حجم المخاطر، التى تدبر لها «تل أبيب» مع «واشنطن» وعواصم أوروبية، لفرض واقع فلسطينى فى سيناء، وكان التحرك السريع، لتبنى خطة وطنية للتنمية والتعمير، تأتى بعد استعادتها فى حرب73، وبعد تطهيرها أيضا من الإرهاب، وليس بكثير أن تنفق مصر، نحو600 مليار جنيه إلى الآن، حتى تعود أرض الفيروز، وجهة لتوطين ما بين3 و8 ملايين مصرى، وبيئة استثمارية فى مجالات الزراعة والصناعة والتعدين، ومن ثم تكون تعزيزاً لأمن مصر القومى، وقاعدة ثابتة لموقف مصر السيادى، الذى لن يتنازل عن دولة فلسطينية، عاصمتها القدس.. ولو ظلت إسرائيل تحارب 1000عام. 

[email protected]