رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من زمن غير بعيد اقترن لدينا لقب الحكيم بالطبيب، فكلاهما يعبِّر عن المعنى نفسه، والشخص ذاته الذى يحترف مهنة الطب والتطبيب، فكان الوعى الشعبى يُقدر ذاتياً الطبيب ويسمو به إلى درجة الحكيم دون دروس نظرية أو تلقين خارجى، وكان الطبيب وأخلاقياته قولاً وفعلاً هو مصدر هذا التقدير الذاتى فى النفوس.

وبمرور الأيام، ومع ذوبان معانى الطب وأهدافه السامية مع معانى البيزنس وأهداف الاستثمار، سقطت كلمة الحكيم من قاموس حياتنا تلقائياً، وبدأ البعض يتناسى تدريجياً لفظ الطبيب، ودخلنا مرحلة العلاج لمن يستطيع، مرحلة الدكتور صاحب العيادة الفارهة، والدكتور صاحب المستشفى الاستثمارى، وأصبحنا أمام مرحلة الدفع مسبقاً قبل العلاج.. اللهم إلا قليلًا، ومن هؤلاء القليل كان الدكتور والطبيب والحكيم هانى الناظر، هذا الرجل الذى يحمل راية «الطب أخلاق قبل أن يكون حرفة»، هذا الرجل بإيجاز هو قنديل دار الحكمة، إذا سمح لى بأن أقول ذلك.

فهذا الرجل جسَّد بأخلاقه وعلمه وقربه من الناس آراء ورؤى الأطباء والفلاسفة الأوائل عن الأخلاقيات والصفات التى يجب أن يتحلى بها الطبيب الحكيم، فكان يعالج الفقراء كما يعالج الأغنياء، لا يفرق بين إنسان وآخر فى الرعاية والاحترام، التواضع والبعد عن الكِبر صفة أصيلة فى نفسه، يعرفها من تعامل معه عن قرب أو عرفه عن بعد، أو تابع كتاباته على منصة التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، تلك الصفحة التى تحولت إلى مستشفى خيرى واستشارات مجانية للجميع فأحبه الجميع، فازداد بتواضعه هذا رفعة وجمالاً، وكان مثالاً عملياً لنصيحة قدمها «أبوبكر الرازى» لبعض تلامذته فى أخلاقيات الطبيب قائلاً: «واعلم أن التواضع فى هذه الصناعة زينة وجمال، التواضع بحسن اللفظ وجيد الكلام ولينه، وترك الفظاظة والغلظة على الناس».

الدكتور هانى الناظر هو نموذج نابض بالوعى لمهنته ولثقافة مجتمعه وأحوال أهله وهموم ناسه، فتجده ناصحاً معلماً ومحذراً من سلوكيات غريبة على مجتمعنا قد تقودنا إلى ما لا تحمد عقباه، كذلك كانت أقواله ونصائحه وانتقاداته وتحذيراته تجسيداً حياً لمعانى الرقى والإنسانية وجبر الخواطر، عليك فقط أن تطالع بعض ما كتب لتعرف ذلك، وإن كنت مشغولاً ويضيق بك الوقت، فسأعرض لك نماذج من تلك الكلمات.

يقول الدكتور هانى الناظر: «يا صديقى كُن دائماً راقياً فلا تتعالى على الناس، ولا تبخل عليهم بعلمك، ولا تتدخل فى شئونهم، ولا تغتابهم فى غيابهم ولا تعايرهم بفقرهم ولا بقلة حيلتهم… الرقى إنسانية وأخلاق»، ويقول: «علموا أبناءكم أن الرجولة لها صفات ليس من بينها الطول والعرض، ولا الشنب والعضلات المفتولة، ولا الصوت المرتفع ولا طول اللسان، ولا ضرب المربوط علشان يخاف السايب… علموهم أن الرجولة مواقف وأعمال، وأنها أدب وأخلاق واحترام وإخلاص، علموهم أن الرجولة حفاظ على الشرف والكلمة والوعد والعفو عند المقدرة وحفظ الجميل، والتمسك بالمبادئ والأخلاق، وعلموهم أيضا أنها مساعدة المحتاج والضعيف وقضاء حوائج الناس وعدم الخوض فى سيرتهم وأعراضهم… الرجولة إنسانية وعطاء».

الطبيب هانى الناظر صاحب الدرجات العلمية الرفيعة هو النموذج الذى نأمل أن يسود مهنة الطب، ويكون ما دونه هو الاستثناء، نريد ليس فقط أطباء لديهم مهارات علمية وعملية فائقة، نحن فى حاجة أيضاً إلى الطبيب الإنسان الحكيم الواعى لأهداف مهنته، المدرك لأحوال مجتمعه وظروف أهله.

ختاماً.. عرفت هذا الرجل من خلال حب الناس الصادق له، ودعواتهم المخلصة له بالشفاء بعد إصابته بوعكة صحية مؤخراً، هذا الرجل نموذج يستحق أن نحتفى به جميعاً، وندعو له بالشفاء، إنه الدكتور والطبيب والحكيم هانى الناظر قنديل دار الحكمة.

[email protected]