عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

عانت مصر من الإرهاب الذى استهدف وجودها وتدميرها، فقد أدت الأحداث التى شهدتها مصر بداية عام 2011، إلى ظهور العديد من التهديدات والمخاطر الأمنية التى هددت أمن واستقرار الدولة المصرية بشكل مباشر، وكان فى مقدمتها خطر الإرهاب الذى شهد تطورًا نوعيًا بفضل رعاية جماعة الإخوان لكافة مكوناته، وواجهت مصر موجة إرهابية هى الأكبر والأعنف فى تاريخها، اختلفت بشكل جذرى عن إرهاب عقد التسعينيات من القرن الماضى. كما شهدت مصر منذ عام 2011، تحالفات إرهابية غير مسبوقة بين جماعات وقوى مختلفة تبدو أيديولوجياتها غير متوافقة، لكنها اتفقت على الأهداف وعملت لحساب بعضها البعض.

وفى 30 يونيو 2013، عندما قرر الشعب المصرى تنحية جماعة الإخوان عن حكم مصر، وهو ما استجاب له الجيش المصرى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى كان يشغل منصب وزير الدفاع آنذاك، واتخذت جماعة الإخوان منذ ذلك الحين طريقها الدموى للانتقام من الشعب، ومن قوات الجيش والشرطة بسبب حمياتهم وتنفيذهم رغبة الجيش.

على مستوى المواجهة نجحت الدولة المصرية فى كسر شوكة الإرهابيين ودخر الجماعات التكفيرية المتطرفة والإرهابية سواء فى سيناء أو غيرها من المناطق التى حاول الإرهاب أن يظهر بها، وتمكنت من خفض وتيرة العمليات بمعدلات غير مسبوقة مقارنة بعام 2014، الذى شهد تصاعد وتيرة الإرهاب ردًا على سقوط جماعة الإخوان الإرهابية، إضافة إلى نجاح الدولة فى تعقب مصادر التمويل وتشكيل لجان لمكافحة تمويل الإرهاب وهو ما أسهم فى تجفيف منابعه.

لا شك أن الإرهاب كان أحد أهم التحديات التى واجهت مصر منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم فى عام 2014، وكان الإرهاب أخطر التحديات التى تقوض مصر نحو تحقيق الاستقرار والتنمية وبذلت الدولة المصرية جهودا مضنية من أجل الانتصار فى هذا الملف.

هذا النجاح الكبير فى دخر الإرهاب نتج عن قيادة حكيمة من الرئيس السيسى لقيامه ببناء استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب، حيث كانت مكافحة التنظيمات الإرهابية ذات أولوية قصوى على أجندة القيادة المصرية. فمنذ بداية توليه الرئاسة طرح «السيسى» عددًا من المبادرات لمواجهة الإرهاب ومكافحة التطرف، داخليًا وخارجيًا، ولم تقتصر التحركات المصرية لمواجهة الإرهاب على المواجه الداخلية وإنما بذلت عدة جهود لمحاربته عى المستوى الإقليمى والدولى، حيث أولت مصر قضية مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف أهمية متقدمة على أجندة سياستها الخارجية.

وبدأت مصر تنفيذ استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، والتصدى للعمليات التى استهدفت مؤسسات الدولة وقياداتها منذ عام 2014، وعملت على تقوية الأجهزة الأمنية المستنزفة بالأساس من عام 2011، وإعادة صياغة استراتيجيات المواجهة لتتناسب مع حجم التطور الإرهابى القائم، كما نفذت خططًا محكمة وضربات استباقية مكثفة على مواقع تلك التنظيمات.

ونجح الأمن المصرى فى هدم أكثر من 4 آلاف نفق، كانت تستخدم فى نقل السلاح والدعم اللوجيستى والعناصر الإرهابية المدربة لتلك التنظيمات من الخارج. كما نجح فى تدمير آلاف المخازن للأسلحة والذخائر، ما أدى إلى نقص كبير فى الموارد لدى تلك الجماعات.

كما طالبت مصر المجتمع الدولى بتبنى مقاربة شاملة لمواجهة ظاهرة الإرهاب، بحيث لا يقتصر على المواجهة الأمنية فحسب، وإنما تشمل كذلك الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والتنموية وإيلاء البعد الفكرى والأيديولوجى الأولوية اللازمة باعتباره المحفر الرئيسى لارتكاب أعمال إرهابية مع التأكيد على عدم ارتباط الإرهاب بأى دين أو ثقافة أو منطقة جغرافية بعينها، وتهدف المقاربة التى اقترحتها مصر إلى معالجة الجذور المسببة للإرهاب.

وعلى الرغم من المعركة التى خاضتها وتخوضها مصر ضد الإرهاب الأسود بكل شجاعة إلا أنها حريصة كل الحرص على احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.