رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

الضغوط الاقتصادية باتت عاملًا مشتركًا بين كثير من دول العالم بسبب الزيادة السكانية الكبيرة لكوكب المعمورة، والضربات المتكررة لاقتصاديات العالم، التى بدأت بفيروس كورونا وشلت حركة العمل والإنتاج، ولحقته الحرب الروسية الأوكرانية بتأثيرها البالغ على سلاسل الإمداد الغذائية وأهمها الحبوب، ثم ضغوط التغيرات المناخية بآثارها السلبية، جميعها شكلت تأثيرات اقتصادية وضغوطاً على الحكومات فى مواجهة شعوبها التى تئن من ارتفاعات الأسعار، مما دفع الدول والحكومات لمضاعفة جهودها لمواجهة الأزمات الاقتصادية وتحقيق أكبر قدر من العوائد من مواردها الطبيعية والبشرية من خلال حلول جديدة ومبتكرة.. وقبل أيام لفت انتباهى خبر عن زيارة وزيرة الإسكان الكاميرونية إلى مصر، والقيام بجولة فى عدد من مناطق القاهرة القديمة للوقوف على مشروعات تطوير مثلث ماسبيرو وسور مجرى العيون وبحيرة عين الصيرة، ومن الواضح أن الوزيرة والوفد المرافق لها قاموا بهذه الزيارة للوقوف على تجربة مصر فى تطوير المناطق غير الآمنة، وتحويلها إلى مناطق عصرية، وأكدت الوزيرة أن الكاميرون تهدف إلى الاستعانة بالتجربة المصرية لتطوير المناطق غير الآمنة بمدنها الكبرى من خلال الدعم الفنى المصرى فى المشروعات المقرر تنفيذها.

< الحقيقة أن مصر أصبحت لديها خبرات هائلة فى مجالات كثيرة، وعلى رأسها مشروعات البنية التحتية، والثروة العقارية، وهى بالتأكيد ثروة هائلة يجب استغلالها بالشكل الأمثل على المستويين الداخلى والخارجى، وبمعنى أدق مصر تمتلك عشرات المدن الحديثة وعلى رأسها العاصمة الإدارية ومدينة العالمين الجديدة، وكلاهما تنافس المدن العالمية فى شتى وسائل التكنولوجيا الحديثة، ويجب الاستفادة القصوى منهما بحيث تصبح العاصمة الإدارية أهم المدن جذبًا للاستثمار ورجال الأعمال فى إفريقيا والشرق الأوسط وتتحول إلى عاصمة المال والسياسة من خلال قرارات جريئة ومناخ جاذب لرؤوس الأموال وحرية تداولها فى الداخل والخارج وإزالة كل المعوقات لتحقيق هذا الهدف.. أيضاً يجب دفع مدينة العالمين الجديدة لتكون وجهة سياحية عالمية على غرار مدينتى دبى وإسطنبول لجذب ملايين السائحين من شتى جنسيات العالم، وهو أمر يحتاج إلى تغيير الاستراتيجية الحالية للمدينة التى تقتصر على فئة محدودة من الأثرياء فقط، بحيث تتحول المدينة إلى التنوع السياحى من خلال إنشاء عشرات الفنادق متعددة المستويات والأسعار، وإنشاء أسواق تجارية حضارية على الطراز الفرعونى أو على غرار أسواق خان الخليلى لعرض المنتجات والسلع المصرية، وأحياء جديدة تعبر عن التنوع الثقافى المصرى، بحيث تصبح المدينة وجهة سياحية متكاملة لشتى عناصر الجذب السياحى والفئات السياحية كما نرى فى مدن عالمية تجذب الملايين سنويًا.

مؤكد أن مصر شهدت فى السنوات القليلة الماضية نهضة حضارية غير مسبوقة، وهذه النهضة ما كانت لتحدث لولا قيام مصر بالحصول على أكبر وأحدث المعدات العالمية منها على سبيل المثال ماكينات حفر أنفاق قناة السويس وخطوط مترو الأنفاق والمعدات الحديثة فى إنشاء الطرق والكبارى وخطوط السكك الحديدية والأبراج السكنية وغيرها لتحقيق هذه الطفرة والمشروعات العملاقة، إضافة إلى الخبرات الكبيرة التى اكتسبها المهندسون المصريون والعمالة الفنية وجميعها تشكل ثروة هائلة يجب الاستفادة منها فى تعظيم الاقتصاد الوطنى من خلال أسواق جديدة يجب أن تفتحها الحكومة المصرية أمام شركاتها الوطنية فى الدول العربية التى تعانى من انهيار بنيتها التحتية ومدنها لإعادة بنائها بالخبرات والإمكانيات المصرية فى دول مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن، ومن المؤكد أن هذه الدول لن تجد أفضل من الخبرات المصرية خاصة وأم الشركات المصرية أصبحت تمتلك أحدث المعدات والتقنيات العالمية التى نفذتها على الأرض المصرية.. أيضاً هناك السوق الإفريقى الواعد أمام الحكومة والشركات المصرية فى هذا المجال، خاصة أن المنافسة مع دولة مثل الصين التى تقتحم السوق الإفريقى ستكون لصالح مصر بسبب رخص العمالة المصرية والعامل الجغرافى.. باختصار تعظيم الموارد الاقتصادية أصبح يحتاج إلى تفكير خارج الصندوق واستغلال شتى الموارد والإمكانيات التى تمتلكها الدولة.. حفظ الله مصر.