عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

إذا أخذت مائة نملة سوداء ومائة نملة حمراء ووضعتها فى وعاء زجاجى فلن يحدث شىء، لكن إذا أخذت الوعاء وهززته بعنف فسيبدأ النمل فى قتل بعضه البعض، يعتقد النمل الأحمر أن الأسود هو العدو بينما يعتقد النمل الأسود أن الأحمر هو العدو.. بينما العدو الحقيقى هو الشخص الذى هز الوعاء، ‏قبل أن نختلف ونتخاصم يجب أن نسأل أنفسنا من الذى هز الوعاء؟ بغض النظر عن هذا المثل لكن سواء كان نملا أو بشرا فكلاهما خلق الله ونعم بالله العلى العظيم.. هناك عائلات تفرقت وأصبحوا أعداء وقد يسقط بينهم قتلى وجرحى وهذا ما نرى ونسمع، وأيضا نجد هذه الفئة بين أصدقاء تباعدوا، فأصدقاء الأمس قد يكونون أعداء اليوم والعكس تماما سبحان الله، وأزواج طلقوا بعد قصص من الحب والغرام انتهت نهاية مأساوية دموية كلاهما فتك بالآخر، مجتمع عجيب وغريب سادت فيه حالة من التناحر والبغضاء.

وهناك أيضا أخوة بينهم العيش والملح تنافروا وتباعدوا عند أول اختبار «المصلحة» وبسبب شخص هز الوعاء بالغيبة والنميمة والكذب والفتنة والتوقيع ونقل الكلام والتخابر والوشاية وما أكثرهم، كل ذلك من أجل حفنة من الجنيهات وبعض المصالح، باعوا الغالى من أجل رخيص... ظاهرة خطيرة انتشرت مؤخراً فى كل مجتمع..

سنقابل فى حياتنا كل أصناف البشر، أحببت بعضهم، وأشفقت على بعض آخر، وكرهت أصنافا وأطباعا 

غير أننى ومن خلال تعامل مضن مع صنف بعينه، يمكننى التصريح بأننى لم أحتقر فى حياتى إلا هؤلاء الذين يعشقون العيش فى دور الضحية، الذين يستحلون السطو على مشاعرك وإشعارك بأنك مُلزم بتعويضهم عن جزء ما ناقص فى حياتهم.. أما دور السادة المنافقين عظماء كل عهود وكل مرحلة فتجدهم متلونين لكل مصلحة وقد يتربعون فى الصفوف الأولى لهذا العهد، و»ولي» نعمته الطامع هو الآخر، الحمد لله هم قلة يسقطهم أنقياء القلب وحاضرو الضمير؛ لذلك ينتهون سريعاً بمجرد انقضاء الغاية.

فالمعنى الوحيد للسيادة هو أن تكون سيدا على نفسك أولا قبل أن تحاول أن تسود غيرك، والغنى الحقيقى أن تستغنى، والملكية الحقيقية ألا يملكك أحد وألا تستولى عليك رغبة وألا تسوقك نزوة، والسلطنة الحقيقية أن تكسب قيراط محبة فى دولة القلوب كل يوم، لكنها «الدنيا» نعيش فى صراع مع ضمائرنا قد ننجو أو نهلك، لكننا فى كل مرة لا نتعلم الدرس.. نتذكر أن الذين يملكون الأرض تملكهم.

والذين يملكون الملايين، تسخرهم الملايين، ثم تجعل منهم عبيدََا لتكثيرها، ثم تقتلهم بالضغط والذبحة والقلق، ثم لا يأخذون معهم مليماََ. هؤلاء هم الفقراء حقًا.. هم عبيد أطماعهم اللعينة. 

نتذكر أن الأمور تجرى بمقادير لا تخطيء، فسواء عليك جزعت أم صبرت، لا بد أن تتحقق. فلن يصيبك إلا ما كان ليصيبك، وليس لك من أمرك إلا الصبر على الشر والشكر على الخير والدعاء بالعافية.

وإن هذه الدنيا لا تثبت على حال أبدا، وما أسرع ما ينقلب الدهر  سبحان الله، فلو حزت من كل شيء تمنيته وامتلكت أموال قارون، فهل ضمنت أن يبقى لك هذا خالصا إلى الأبد؟، ولو ضمنت هذا فهل ضمنت أن تستمتع به بغير شائبة تشوبه أو كدر يصيبك؟!، وهل تستغنى بما حزت من الأموال والمتاع فتزهد فى طلب المزيد وتقر نفسك وتطيب؟ 

أم يصيبنا الشقاء من التفكير فى كيفية الحفاظ على المال والإتجار فيه وإنمائه؟. فإن ابن آدم لا يملأ عينه إلا التراب، فما زال فى نهم وتطلع ما دام حيا يتنفس. ومن كان جمع المال والعلو فى الأرض والتفاخر والتكاثر  همه فما أتعسه وأضله، كذلك فإن الإنسان سريع الملل، وإن كل جديد يبلى وتذهب بهجته وهيبته بعد قضائك وطرك منه. فلو أصبت من كل جديد وامتلكت من كل مبتكر لم تطمئن نفسك ولم تقر عينك به، ولطلبت المزيد وعاد إليك الضجر المرة تلو المرة، فلا تهنأ فى الدنيا بعيش ولا تقر عينك بالمال على كثرته، وتذهب فرحتك وتبقى حسرتك... فلنحافظ على الود وماء الوجه والعيش والملح ولا نأكل لحوم بعض.. ولا تسمحوا للمارقين بأن يهزوا وعاء الألفة والمحبة والتآلف بينكم.. فالضمير خير قائد، وحسن الخلق خير قرين، والعقل خير صاحب، والأدب خير ميراث.. ولا ينفك الأصيل عن أصالته، حتى لو حاولت الدنيا كلها دفعه نحو الدناءة، فأصله يرده.. نسأل الله السلامة لنا ولأحبابنا من الغيبة والفتنة والعافية لأنفسنا من الدناءة وموت الضمير وانعدام الحياء... كل التحية والتقدير للأنقياء، سلامًا لأولئك الذين غابوا عنا أو غبنا عنهم، و كلما عدنا وجدنا الود هو الود والروح هى الروح والاحترام وهو سيد الحب وأكثر، فهو الوفاء العظيم أن يبقى الوداد مع البعاد.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية