رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

اهتمام غير مسبوق من القوى العالمية بقارة أفريقيا، كشفته القمة الروسية الأفريقية قبل أيام بمدينة سان بطرسبرج الروسية بمشاركة خمسين دولة أفريقية وحضور 17 رئيسًا، ورؤساء حكومات وممثلين لباقى الدول والمنظمات الأفريقية، وجاء هذا الاجتماع فى ظل ظروف سياسية واقتصادية بالغة التعقيد بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والانقسام الشرقى الغربى والتهديدات المناخية، وبزوغ تشكيل نظام عالمى جديد تقوده مجموعة - بركس- التى تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، ومع أن هذه القمة قد واجهت ضغوطًا غير مسبوقة من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية لإفشالها إلا أنها حققت المستهدف، وأشارت إلى أن معظم الدول الأفريقية سيدة قرارها وتخلصت من الإملاءات الغربية، وباتت كثير من الدول الأفريقية تقرأ المشهد الدولى جيدًا، وتبحث عن مصالح شعوبها السياسية والاقتصادية، وكشفت جلسات القمة عن إصرار روسيا على تحقيق مشروعها السياسى فى عالم متعدد الأقطاب، وأكد بوتن استعداد بلاده للتعاون مع أفريقيا فى شتى المجالات ومدها بحاجتها من الحبوب لتأمين أمنها الغذائى والمساهمة فى المجالات التعليمية والتكنولوجية والبنية التحتية لشبكات النقل والمواصلات والسكك الحديدة وغيرها من المجالات.

< الحقيقة أن الاهتمام العالمى بالقارة السمراء لا يأتى من فراغ وإنما لأسباب موضوعية وعلى رأسها الثروات الطبيعية لهذه القارة البكر التى تتمتع بأكبر مخزون من الثروات المعدنية وأراض شاسعة للزراعة وثروة بشرية هائلة، وفرص واعدة للاستثمار فى مشروعات البنية التحتية والمشروعات التكنولوجية والصناعية التى تفتقد إليها القارة. كما أنها تشكل واحدة من أكبر الأسواق العالمية لوصول تعداد سكانها إلى مليار ونصف المليار نسمة، وكلها عوامل دعت القوى العالمية الكبرى لعقد قمم مشتركة مع أفريقيا سابقًا مثل القمة الأمريكية الأفريقية والقمة الصينية الأفريقية وكذا القمة اليابانية الأفريقية.. وفى اعتقادى أن كل القمم الأفريقية مع القوى العالمية الكبرى كانت تقوم على أساسى المصالح الاقتصادية المشتركة، وبعضها يهدف إلى استغلال الثروات الأفريقية أكثر من خدمة شعوب القارة الفقيرة وانتشالها من أزماتها الاقتصادية أو نقلها حضاريًا، وهناك تاريخ طويل لآلام القارة الأفريقية من الاستعمار الغربى لمعظم دول القارة واستنزاف مواردها واستبعاد شعوبها وممارسة جرائم العنصرية فى حق أبنائها، وللأسف ما زال هذا الاعتقاد الغربى تجاه القارة الأفريقية سائدًا حتى الآن، وهو الأمر الذى دفع بعض شعوب القارة إلى التمرد على حكومتها التى مازالت خانقة للغرب وعلى عكس الترحيب بالتعاون والشراكة مع دول مثل الصين وروسيا.

 < فى ظل كل هذه التغيرات تبقى مصر هى رمانة الميزان فى المعادلة الأفريقية الدولية باعتبارها البوابة الرئيسية للقارة الأفريقية، ومن الطبيعى أن يكون الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى مشاركًا فى كل المحافل الدولية ومتحدثًا باسم القارة الأفريقية، خاصة أن مصر قد عادت إلى القلب الأفريقى وباتت أفريقيا تشكل أهم المحاور فى السياسية الخارجية المصرية، والأمر الذى أعاد الثقة والروابط التاريخية بين مصر وعمقها الأفريقى وهو أمر تعول عليه كثير من القوى العالمية للنفاذ إلى القلب الأفريقى، وأكده الرئيس الروسى فلاديمير بوتن عندما أشار إلى التعاون بين مصر وروسيا فى مجالات عدة.. وفى اعتقادى أن مصر أمامها فرص واعدة فى هذه المرحلة للاستفادة من التحولات العالمية والسباق الدولى نحو أفريقيا، واستخدام الموقع المصرى الجيو سياسى وأيضاً الإمكانيات والتجربة المصرية فى إنشاء البنى التحتية للدول الأفريقية والدخول فى شراكات مع روسيا والصين وغيرها من الدول فى تنفيذ مشروعاتها وأهدافها بالقارة السمراء، ويجب على مصر اسراع الخطى فى توطين الصناعة على الأرض المصرية لتحويل مصر إلى مركز صناعى وتجارى والدخول إلى السوق الأفريقية فى ظل السباق الدولى المحموم والتحولات العالمية التى تعطى مصر حرية الحركة والمناورة وتحقيق أكبر قدرمن المكاسب الاقتصادية والسياسية ولعب دورها المحورى إقليميًا ودوليًا.

حفظ الله مصر