رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التغيرات المناخية تهدد الأمن الغذائي العالمي.. مصر تُشهر سلاح المواجهة

التغيرات المناخية
التغيرات المناخية

 التغيرات المناخية من أكبر التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحالي، وتهدد الأمن الغذائي، إذ يتأثر سلبًا نحو 40 بالمئة من إجمالي المحاصيل الصالحة للأكل عالميًا بسبب تلك التغيرات.

 وذلك بسبب موجات الحر والجفاف والعواصف والفيضانات المدمرة التي تضاعفت، وازادت من وتيرة الكوارث الطبيعية في كل قارات العالم.

 إنقاذ كوكب الأرض:

 واتخذت الحكومة المصرية الكثير من الإجراءات، لإنقاذ كوكب الأرض من التدهور والانهيار، بفضل التغيرات المناخية التي أحدثتها الثورة الصناعية الكبرى بالدول المتقدمة، بسبب حرق الوقود الأحفوري وخروج انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي سهمت في حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة إلى حد غير معقول.

 واستضافت مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر الماضي "قمة المناخ cop27"، بحضور قادة وحكومات دول العالم، بينهم جو بايدن، الرئيس الأمريكي، ووقعت مصر الكثير من الاتفاقيات بشأن الطاقة الخضراء وتحسين المناخ، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة  الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام " FAST" بين وزارة الزراعة، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة" الفاو".

 وتساعد مبادرة " FAST" الدول للحصول على التمويل لتمكينها من مجابهة التغيرات المناخية، كما تسهم في تحسين العمل المناخي وكمية ونوعية مساهمات التمويل للتحول المستدام للأنظمة الزراعية والغذائية.

 وتضمن المبادرة انعكاس بُعد الأمن الغذائي وتنوع النظم الزراعية والغذائية في الأنشطة، بالإضافة إلى الحرص على تفعيل وسائل تمويلية مبتكرة بدعم من المؤسسات المالية الكبرى والقطاعين العام والخاص.

 ونظرًا لأن المحاصيل الزراعية ترتبط بالأمن الغذائي القومي، اتخذت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الزراعة  إجراءات من شأنها تقليل حدة الطقس السيئ على الزراعات.

 وبدأت المعاهد والمعامل البحثية الزراعية العمل بأسلوب مختلف وتطوير الأدوات والآليات والتفكير خارج الصندوق، لإيجاد حلول استباقية للمشكلات التى تواجه الزراعة، ومنها التغيرات المناخية، بالإضافة إلى تحقيق المشروعات البحثية التي من شأنها إحداث نقلة نوعية فى الإنتاجية.

 جهود الزراعة لاحتواء أزمة التغيرات المناخية:

 ودائمًا ما يوجه السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بضرورة بحث موقف المحاصيل الزراعية التى لم تكن تُزرع من قبل وتتأقلم مع التغيرات المناخية، بالإضافة  الدعوة بضرورة أن تكون الأبحاث مواكبة لهذه التغيرات.

 كما وجه القصير بضرورة تعميق هذه الرؤية لدى جميع الباحثين من أجل الاهتمام بالبحوث التطبيقية التي تسهم في حل مشكلات المجتمع وتخدم الأنشطة الزراعية المختلفة سواء الإنتاج "النباتي أو الحيواني أو الداجني والسمكي" لتحقيق الأمن الغذائي وتقليل فاتورة الاستيراد.

 ونتيجة الخسائر التي تعرض لها مزارعي القمح، وانخفاض الإنتاجية لحد بلغ 50%، قامت وزارة الزراعة باستنباط قمح يقاوم التغيرات المناخية، وهو صنف "جيزة 168 ومصر 1" يتحمل الظروف المناخية المختلفة، بالإضافة إلى التوصية بتجفيف الطماطم لمواجهة الفقد في المحصول.

 وتعمل الدولة على تنفيذ خطة لتطوير محاصيل زراعية "ذكية"، قادرة على التكيف مع تغيرات المناخ، وتسعى الخطة لتطوير أصناف جديدة من محاصيل الأرز والذرة والقمح، ونجحت بالفعل في استنباط صنف أرز جديد قادر على التكيف مع زيادة ملوحة التربة نتيجة التغيرات المناخية، بكميات مياه أقل.

كما قامت الدولة المصرية بخطوات استباقية لمواجهة التغيرات، مثل تبطين القنوات والمساقي لزيادة توفير المياه، وتسعى إلى تغيير كل المعاملات الزراعية القائمة بما يتناسب مع الوضع الراهن لتغير المناخ، وتغيير مواعيد الزراعة للكثير من المحاصيل، وتغيير التراكيب المحصولية.

 وتقوم الدولة بزراعة المحاصيل التي تتضرر من الحرارة مثل الطماطم والمحاصيل الحساسة في الصوبات الزراعية كما حدث في مشروع 100 ألف صوبة بحلايب وشلاتين.

 وتم تغيير مواعيد الزراعة لبعض المحاصيل بما يلائم الظروف الجوية الجديدة، وكذلك زراعة الأصناف المناسبة فى المناطق المناخية المناسبة لها لزيادة العائد المحصولى، بالإضافة إلى تقليل مساحة المحاصيل المسرفة فى الاستهلاك المائى مثل "الأرز وقصب السكر".

 محاصيل تدفع ثمن تغير المناخ:

 وتؤثر الاضطرابات في حالة الطقس  بشكل كبير على الزراعة، وهو ما يجعلها تهدد مئات المحاصيل الزراعية، خصوصًا ما يتم زراعتها فصل الصيف.

 وزادت المخاوف من تأثيرات التغير المناخي على المحاصيل الصيفية من جانب المزارعين، منها " المانجو"، إذ يتم زراعة مساحات كبيرة، لأنه يدير عائد اقتصادي مرضي، ويتم تصديره للخارج.

 ووفق منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، فإن الآثار الكلية لتغير المناخ سلبية على القطاع الزراعي ككل، مع توقع انخفاض الإنتاجية الزراعية العالمية بنحو 15% على مستوى العالم بحلول عام 2050 نتيجة لارتفاع درجات الحرارة والطقس غير المستقر.

 ويقول شاكر أبو المعاطي، أستاذ المناخ بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة المصرية، إن التغيرات المناخية تتسبب في حدوث أضرار كبيرة لمختلف المحاصيل الزراعية، خصوصًا المانجو والزيتون، وهو ما يجعل الإنتاج قليل، بفضل الخسائر الناجمة من التغيرات.

 وأضاف أبو المعاطي، أن وزارة الزراعة ممثلة في قطاع الإرشاد دائمًا ما توجه توصيات للمزارعين حول كيفية التعامل مع التغيرات المناخية، وهو ما سهم في تقليل الأضرار.

 وأردف أن هبوب رياح شديدة، وعواصف محملة بالأتربة في غير وقتها، كذلك هطول الأمطار في الربيع وهو ما تكرر في الخريف، تسبب في ووقع خسائر في محصول "المانجو والزيتون"، وتساقط كميات كبيرة من الثمار على الأرض، وتكبد المزارعين أموالًا طائلة.

 احتواء التغيرات المناخية وزيادة الإنتاجية:

 واتخذت وزارة الزراعة الكثير من الخطوات، للحفاظ على قطاع الزراعة، والتكيف مع الظروف المناخية، منها استنباط صنف أرز جديد قادر على التكيف مع زيادة ملوحة التربة نتيجة التغيرات المناخية، بكميات مياه أقل.

 وقدم شاكر أبو المعاطي، توصيات للمزارعين لاحتواء التغير المناخي، منها: "ضرورة إنشاء سور حول المزارع وسياج من الأشجار لوقاية المحاصيل من أضرار الحرارة، والرياح السريعة التي تسبب تساقط الثمار والأزهار".

 كما حث أبو المعاطي بضرورة الري الجيد والتسميد وتقريب فترات الري وإمداد الأشجار بالغذاء الكافي الذي يمكنها من تخزين داخلها ما يجعلها تتحمل الصدمات، بالإضافة إلى رش الأشجار للتخلص من العناكب التي تنتشر عليها بعد هبوب الرياح المحملة بالأتربة.

 وقال أبو المعاطي، إن هبوب الرياح يسبب احتكاكات بين الثمار والفروع ما ينتج عنه جروح ميكانيكية تستوجب من المزارع الرش الوقائي لحماية المحصول من الأمراض الفطرية الرمية أو البكتيرية، لتقليل الأضرار على المحاصيل.

 ولفت أنه عند تساقط الثمار مع قرب نضوجها يمكن استخدام عملية الكمر، وهي تغطية الثمار بقش الأرز أو أي غطاء لرفع درجة حرارتها، مما يجعلها تصل لمرحلة النضج الفسيولوجي، وهو ما يستخدم مثلًا مع الطماطم الخضراء حتى تتحول إلى اللون الأحمر.

 محاصيل استفادت من التغيرات المناخية:

 ويعاني العالم من ويلات التغيرات المناخية التي أثرت سلبًا على قطاع الزراعة، ووقوع خسائر كبيرة لبعض المحاصيل، فيما استفادت من تلك التغيرات محاصيل أخرى، وزادت إنتاجيتها.

ولمواجهة آثار التغيرات المناخية، أطلقت مصر الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، والتي تتماشى مع استراتيجية التنمية المستدامة للدولة  المصرية "رؤية مصر 2030".

 وتهدف الاستراتيجية إلى تقليل الانبعاثات الضارة وتجهيز البلاد لتحمل آثار ظاهرة الاحتباس الحراري.

 ويقول حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن هناك صورة إيجابية للتغيرات المناخية، وهى ما جعلت هناك أفكارًا خارج الصندوق سهمت في الحافظ على بعض المحاصيل منها "الطماطم".

 وأضاف أبو صدام، أن المزارعين واجهوا التغيرات المناخية وتأثيرها السلبي على الطماطم بإنشاء "صوب زراعية"، أو يغيرون موعد زراعتها، إذ إنه تتأثر بشدة من درجات الحرارة المرتفعة.

 وأردف أن عروة الطماطم التي كانت تزرع في يوليو بات البعض يزرعها في سبتمبر.

 وعن تأثير القطن بالتغيرات المناخية، قال أبو صدام، القطن من النباتات المحايدة التي تزدهر إنتاجيتها في ظل درجات الحرارة المرتفعة لو استطعنا التحكم في الأمراض والحشرات التي تصيبه ومكافحتها، والدولة تمنحه اهتمامًا كبيرًا للتوسع في زراعته.

 وتوقع أبو صدام، أن تعزز الظروف المناخية المواتية الجودة والإنتاج للفدان بنسبة 0.5-1 قنطار للفدان لتصل إلى 5-6 قنطار للفدان.

 وأردف أن الشتاء الأطول، بما في ذلك غياب موجات الحرارة من مارس إلى مايو العالم الماضي، ساعد في نضج حبوب القمح الكاملة، مما أدى إلى زيادة المحصول بأكثر من 10%، بالإضافة إلى زيادة الإنتاجية مع متوسط إنتاج الفدان من 18 إلى ما يزيد على 20 أردبًا.