عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

إذا كان من الصعب أن تصل إلى النجومية، فالأصعب أن تدخل قلوب الناس وتسكنها، لكن الموسيقار عمر خيرت حقق المعادلة وأصبح أيقونة فنية بما يقدمه من إبداع موسيقى، حفلاته «كاملة العدد» وضيوفها من كل الدول العربية، ومقطوعاته محفوظة يرددها المصريون حبًا وإعجابًا، القصة فى موسيقى خيرت ليست فقط عمق وثراء ما يعزفه، وإنما بساطته التى تصل بالموسيقى إلى الجميع، وقدرته على فرض شخصيته حتى على الأعمال التى يعيد توزيعها، لذا تجد بصمته الموسيقية ظاهرة ومختلفة، لأنه متمرد على القوالب التقليدية وقادر على صناعة نغمات خاصة جعلته متربعًا على قمة التأليف والتوزيع الموسيقى لسنوات طويلة وجمهوره بالملايين من داخل مصر وخارجها، من رواد الأوبرا إلى محكى القلعة وصولًا إلى شباب الجيل الجديد.

‏ýمنذ أيام انتهيت من قراءة كتاب «المتمرد.. سيرة حياة عمر خيرت» سيرة ذاتية لفنان استطاع أن يكون من أمهر مؤلفى الموسيقى على مستوى الشرق الأوسط.

‏ýأهمية الكتاب الذى يسرد سر تميز ونجاح عمر خيرت منذ النشأة والبدايات ومنظومة القيم فى حى السيدة زينب حتى الوصول إلى قمة الشهرة والمجد والنجاح فى المنطقة العربية أنه لا يحكى فقط تجربة فردية، بل يقدم روشتة نجاح، فقد خلصت إلى دروس مهمة من هذا الكتاب:

‏ý أولها الإخلاص لما تحب، فخيرت لم يتعامل مع الموسيقى كمصدر للعيش والارتزاق، ولا أنها هواية لوقت الفراغ أو صناعة نجومية وإنما اعتبرها مصدرًا للسعادة الشخصية، عشق العزف على البيانو واحترف التأليف الموسيقى فصنع لنفسه مسارًا خاصًا ورؤية مختلفة وصنع المتعة لمن يستمعون إلى موسيقاه،

الثانية ضرورة الانفتاح على العالم والتعرف على المدارس المختلفة، وملاحقة التطور، وهذا ما يفعله الموسيقار الكبير حتى أصبح شريكًا فى تطوير الموسيقى وليس مجرد متلق لها.

الثالثة عدم التوقف عن التعلم، فلم يغتر خيرت بنجوميته واسمه وإنما حافظ على شغفه بتعلم كل جديد.

الرابعة أنه ليس هناك طريق سهل ولا نجاح دون جهد وتعب وتحديات، فرحلة خيرت الطويلة منذ بدأ تعلم العزف على البيانو قبل ستين عامًا لم تكن معبدة ولا كانت مفروشة بورود الحظ، بل كانت مليئة بالمطبات والعقبات التى تخطاها بإصراره على النجاح وإيمانه بما يقدمه فأصبح واحدًا من ألمع المبدعين فى الموسيقى واستقبلته المسارح العالمية وفتحت له أبوابها احترامًا لموسيقاه.

الخامسة أن التنوع جزء من الثراء الذى يصنع النجاح، وخيرت لم يقف عند مدرسة واحدة ولم يخضع لقالب واحد، وإنما قدم كل الأشكال الموسيقية غربية وشرقية، ألف مقطوعات أوبرالية وموشحات وأغانى عبدالوهاب وأم كلثوم، وألف الموسيقى التصويرية التى كانت جزءًا من النجاح لمسلسلات وأعمال درامية وأبرزها «ليلة القبض على فاطمة»، ولهذا أصبح حالة موسيقية خاصة ومتفردة.

السادسة الانتماء، فرغم تمرده على كل شيء بقى الوطن عند عمر خيرت هو الوحيد الذى لا يتمرد عليه ولا يخرج عن سياقه أو يزايد عليه، نجده دائمًا شريكًا ومساهمًا فى كل المناسبات الوطنية والأحداث المهمة لأنه مؤمن بقضية بلده وبأن الفن له رسالة وطنية مهمة.

الخلاصة أنه إذا كان نجاح عمر خيرت كموسيقار صاحب بصمة يستحق التوقف أمامه، فإن سيرته نفسها تستحق أن نقدمها لكل من أراد النجاح لأنها درس فى الوصول إلى القمة من طريق الإيمان بالرسالة والإصرار.

‏ýكتاب المتمرد يحمل بداخله بصمات إنسان أراد أن يكون متميزًا بعيدًا عن التقليد والأغانى النمطية، وعاشق أحب عمله فاحترمه الجمهور.