عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

نستكمل حديثنا اليوم مع رغبة عدد من السياسيين ورجال الأعمال فى ترشيح المشير أبوغزالة للرئاسة فى منافسة واضحة مع الرئيس مبارك فى انتخابات ٢٠٠٥، وجرت اتصالات أخرى مع الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع وقتها، لإقناع الزعيم التاريخى للحزب خالد محيى الدين أحد الضباط الأحرار لنزول الانتخابات، لكن خالد رفض العرض من الأساس لإدراكه أن الانتخابات الرئاسية ستكون مجرد ديكور، وأنه لن يستطيع منافسة مبارك الذى يمتلك الدولة والأجهزة الأمنية السيادية بين يديه، وبدأت مجموعة من رجال الأعمال والسياسيين العمل من أجل أبوغزالة، كانوا يدركون أنهم لن يستطيعوا جمع توقيعات من ٢٥٠ عضوا من مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية لترشيحه، فقرروا أن يبحثوا عن أحد الأحزاب القائمة لترشيح أبوغزالة من خلالها، وهنا حدث اللقاء مع أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصرى وقتها على مائدة فى مقهى أبوعلى بفندق النيل هيلتون وعرض عليه تبنى ترشيح أبوغزالة فى الانتخابات الرئاسية، فوافق الرجل على الفور، واعتبر المشير قامة وطنية لابد من الوقوف خلفها، وقال وقتها «هو فى النهاية أحد الضباط الأحرار، وابن المؤسسة العسكرية، ولا يزال الجيش يحمل حنينًا خاصًا تجاهه، ولو كان جادا فإننى على استعداد لدعوة الهيئة العليا للحزب لاجتماع عاجل وإعلان انضمامه إلى الحزب تمهيدا لترشيحه».

لم يطالب أحمد حسن بشىء، لا لنفسه ولا لحزبه، طلب أولا أن يجلس مع أبوغزالة ليسمع منه بنفسه رغبته فى الترشح، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث، تم الاتفاق على موعد مع المشير لكن وقبل الموعد بساعات تم تأجيله، وكل الظن فى الحقيقة عزيزى القارئ  انه تم إلغاؤه دون أسباب معلنة، وانزعج أحمد حسن مما جرى، وعندما تحدث مع المشير أبوغزالة وجده يقول له إنه لا ينتوى الترشح الرئاسة، ولم يتحدث فى كثير أو قليل بعد ذلك، ويظهر هنا أن رد المشير غامض ومريب وفى الوقت نفسه تبين أن تليفونات منزل الرجل كانت كلها مراقبة، وأن اتصالات جرت بينه وبين الرئاسة لإثنائه عن الترشح، وأوفد له مبارك عددا من أصدقائهما المشتركين على رأسهم اللواء محمد الشحات الذى كان وقتها محافظا لمرسى مطروح، وطلب من أبوغزالة بشكل رسمى أن يتراجع عن أى نية يمكن أن تكون لديه فى منافسة مبارك.

من هنا نتطرق الى ما علاقة الإخوان المتأسلمين بهذه القصة بالتحديد؟ نجد أن العلاقة بدأت ربما قبل الاتصال بالحزب الناصرى وأمينه العام أحمد حسن، فبعد أن استجاب أبوغزالة لرسالة زكريا محيى الدين ولضغوط أصدقائه من رجال الأعمال وزملائه القدامى الذين خدموا معه فى القوات المسلحة، بعد أن دخلوا له من مدخل أنه الوحيد الذى يمكن أن ينقذ البلد من توريثها لجمال مبارك، فكر فى القوة الوحيدة التى يمكن أن تتمكن من مساندته، ويكون لديها الدافع القوى لمواجهة مبارك، والوقوف فى وجهه وتم الاستقرار على أن جماعة الإخوان هى الوحيدة التى يمكن أن تقف إلى جواره، كان هناك تحفظ وحيد أبداه أبوغزالة على الإخوان، رغم أنه هو من اقترح الاستعانة بهم، قال إنه لا يثق فيهم إلى درجة كبيرة، وإنهم يمكن أن يبيعوه للنظام إذا ما لوح لهم بأى مصالح حتى لو كانت هزيلة، لكنه كان مضطرا للتواصل معهم، ليرى على الأقل ما الذى يمكن أن يقدموه.

طلب أبوغزالة من أحد أصدقائه المقربين أن يستطلع رأى الإخوان، وأن يذهب إليهم بصحبة الدكتور يحيى الجمل، الذى كان أبوغزالة يعرف أن له علاقات قوية مع الإخوان، ثم إنه من ناحية يمكن أن يقنعهم بضرورة مساندتهم لأبوغزالة، ومن ناحية ثانية يكون شاهدا على الاتفاق الذى سيتم بينهم، وللحديث بقية.

[email protected]