رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شريط الوعود والذكريات يمر .. "ابن ريحان" فاضت روحه إلى بارئها

محرر الوفد وأسرة
محرر الوفد وأسرة المجني عليه

مع دقات الثانية عشر مساءً، نظرت الأم إلى السماء وتنفست الصعداء، اليوم أدت واجبها، وروت زرعتها، وتنتظر الحصاد، فبعد قليل سيدخل عليها ابنها ويخبرها بأنه أنهى امتحاناته في آخر سنة دراسية له، وتجني ما طال انتظاره، لا تعلم بأن فلذة كبدها لن يعود.

 تحاملت أم الأيتام على نفسها، وتناست مرضها بالسرطان، وعملت بجهد، وقدَّمتْ لصغيرها كل ما يحتاجه من مال وحنان، حتى شبَّ، وصار سندًا لها ولأشقائه الصغار، الذين ينادونه "بابا"، عندما رأوا منه الأخ المسئول.

محمد ريحان طالب المرج المجني عليه

 

 على بعد 2 كم من البيت في منطقة المرج، خرج "محمد ريحان"، من مدرسة السياحة والفنادق، ابتسامة ارتسمت على وجه، بعد اجتيازه امتحان مادة الدين، يفكر في والدته، وكيف يكافئها؟؟ عن 18 سنة تعب وشقاء، عكفت خلالها على خدمته.

 

محمد ريحان طالب المرج المجني عليه

شريط من الوعود والذكريات يمر أمام "ابن ريحان"، منها أنه سيعوض أمه، عن شقاء الأيام وقساوة أرضيات الشقق والمنازل التي مسحتها من أجله؛ لتقوده قدماه إلى أحد المطاعم، ليشترى ما يسد جوعه.

صرخات شدَّتْ انتباه محمد، تأتي من طالب تعرف عليه من ساعات، يحاول النجاة من آخرين مسلحين.

 

خطفوا روحه:

 

 انتفض محمد ناحية الشجار، تحركه شهامته، يحاول  إخماد نيران العداوة بين المتشابكين، لحظات وتحول الطالبان المسلحان ناحيته، وانهالا عليه طعناً استقرت احداها في قلبه.

 

بحر من الدماء روى الأرض، مصدره قلب محمد المثقوب، وبدأ نور الحياة يتلاشى من عينيه، تدريجيًا وهرول  صديقه إليه يسعفه، وينقلها إلى المستشفى، لكنها كانت اللحظات الأخيرة، وسكنت عيناه مبتسمًا إلى السماء، وفاضت روحه إلى بارئها.

أم المجني عليه 

تكالبت المكالمات، على هاتف الأم، وهي لا تلقي بالًا، فالمتصل ليس نجلها، لكن كثرتها دفعتها للرد، لتتلقى أسوأ خبر في حياتها.

 

ابنك مات.. قالت الأم، لـ "الوفد" لم تستسيغ أذناي خبر وفاة فلذة كبدي، وأنكرت موته، وتثاقل جسدي وقدماي لم تسعفاني، طردتُ كل الهواجس من رأسي وبأقصى سرعة وصلت المستشفى.

محرر الوفد وأسرة المجني عليه  

 تابعت من فقدت قلبها، أكدوا لي على باب المستشفى وفاة محمد، وضاقت بي الدنيا وتقطعت الأنفاس، كأنهم شيعوا لي الدنيا. 

 أضافت الأم المكلومة، المتهمين غدروا بمحمد وخطفوا روحه، ولن يطفأ نارًا أوقدت في قلبي غير القصاص.

 

 ألقى ضباط مباحث مديرية أمن القاهرة، القبض على المتهمين بالتعدي على طالب، وإنها حياته بالمرج، وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.