ع الطاير
منذ عشرات الأعوام وهناك مطالب تصل إلى حد الصراخ بربط التعليم بسوق العمل وبح صوت العقلاء وهم يدعون إلى إعلاء شأن التعليم الفنى الذى يؤهل مباشرة لسوق العمل وقلنا إن حكاية بلد بتاعة شهادات صحيح المنسوبة لعادل إمام تلخص الكثير من مشاكل الناس مع التعليم العالى وفرص العمل فقد كان إلى وقت قريب جدا ينظر المجتمع إلى المؤهل المتوسط والتعليم الفنى نظرة ليست نظرة تقدير كما هو الحال مع الشهادة العالية وهى طبعًا لا عالية ولا حاجة ولا هى شهادة أصلا إنما حتة ورقة تدل على أن صاحبها تخرج فى الجامعة وعليه أن يعيد تعليم نفسه والتدريب من أجل فرصة العمل والحقيقة أيضا أن التعليم الفنى ظل طوال سنوات ليس تعليمًا ولا فنيًا وإنما مدارس متوسطة تمنح شهادات متوسطة دونما تعليم وتدريب حقيقى وكان الالتحاق بهذه المدارس للحاصلين على مجموع متدنى فى الشهادة الإعدادية أو شهادة إتمام مرحلة التعليم الأساسى وكانت هذه المدارس تفتقر إلى معدات وأدوات وخامات التدريب وكان التعليم إن وجد نظريًا بعيدا عن التدريب والتأهيل.
وطبعاً نتيجة كل هذه الأخطاء كان لدينا أعداد كبيرة جداً من العاطلين المتعلمين وفى مقدمتهم الحاصلون على شهادات جامعية لا تؤهل لسوق العمل كما أن التخصصات غير مطلوبة وبأعداد رهيبة كذلك كانت البطالة بين خريجى المدارس المتوسطة للتعليم الفنى وفى نفس الوقت كان هناك نقص كبير فى تخصصات كثيرة على رأسها العجز الخطير جدا فى أعداد العمالة المدربة والفنيين المهرة.
وأخيراً وجدنا قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يبادر كعادته بفتح قنوات جديدة للتعلم والتدريب والتأهيل والعمل أيضا ووجدنا الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يفتتح ملتقى توظيف خريجى مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية والذى نظمته الشركة المصرية للاتصالات بالقرية الذكية بمشاركة 28 شركة من الشركات المحلية والإنترناشيونال العاملة فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والبرمجة، وتطوير المواقع، والشبكات، والتكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، والتوظيف، والإلكترونيات، وكلها تخصصات مطلوبة بشدة فى سوق العمل وطبعا تم تأهيل وتدريب وتعليم المهارات اللازمة بأعلى مستوى فى إطار تحقيق الأهداف التى أنشئت من أجلها مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية وأهمها إعداد جيل جديد من العمالة الفنية المؤهلة والقادرة على المنافسة فى أسواق الاتصالات المحلية والإقليمية والدولية، من خلال تنمية مهاراتهم وإكسابهم الخبرة العملية اللازمة.
وبالطبع فإن هذا الملتقى وهذا النوع من التعليم يفتح أبواب سوق العمل ويعمل على تغيير ثقافة التعليم الفنى، وبناء ثقافة جديدة تواكب تحديات ومتطلبات منظومة التعليم الحديثة من خلال بناء نموذج متكامل يهدف إلى تنمية مهارات الطالب والمعلم وغرس مبادئ العمل الاحترافى.
تم إطلاق مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية منذ عام 2020 والإقبال الكبير يعكس الوعى بأهمية التعليم والتدريب والتأهيل الفنى خصوصًا أن المدرسة لا تقبل إلا المتفوقين فى إطار استراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لبناء القدرات الرقمية لمواكبة متطلبات التحول الرقمى وفى إطار رؤية واضحة لإعداد جيل من العمالة الفنية المؤهلة بأعلى معايير الكفاءة والجودة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وبالمناسبة هى أول مدرسة ذكية مطابقة للمواصفات والمعايير العالمية.