رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

دلالات كثيرة كشفتها عمليات إجلاء البعثات الدبلوماسية والرعايا الأجانب من السودان برًا وبحرًا وجوًا، خلال الأيام القليلة الماضية، سواء من خلال قيام بعض الدول بإجلاء رعاياها من داخل السودان بالطائرات العسكرية والقطع البحرية، أو الاجلاء من خلال وسطاء ودول مجاورة للسودان، وأهم وأخطر هذه الدلالات أن السودان مقبل على حرب طويلة الأمد، أو لا قدر الله الانزلاق إلى حرب أهلية ونزاع مسلح على غرار ما حدث فى سوريا وليبيا واليمن، أما الدلالة الثانية فهى الأصابع والقوى الخارجية التى تعبث فى الشأن الداخلى للسودان من بعض دول الخليج وأثيوبيا واستخدام ميليشيا الدعم السريع لإنقاذ مخططها، كما أشار الجيش السودانى وأكدته عمليات الإجلاء وقيام هذه الميليشيات بتأمين بعض البعثات بينما قامت بالاعتداء على بعثات أخرى منها البعثة الأممية والبعثة الفرنسية وأيضًا البعثة القطرية التى استولت على متعلقاتها وأموالها، ولم تسلم البعثة المصرية أيضًا من اعتدائها واستشهاد أحد أفرادها.

 

مؤكد أن الوضع يختلف بالنسبة لمصر لاعتبارات كثيرة يأتى على رأسها وجود بعض القوات المصرية بالسودان طبقًا للاتفاقيات بين الدولتين، وأيضًا وجود بعثة مصرية كبيرة فى السودان، ووجود آلاف الطلبة والمواطنين المصريين المقيمين فى السودان بسبب التجارة والمصاهرة والعلاقات التى تربط البلدين، وهو ما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى لتشكيل مجموعة إدارة أزمة من القوات المسلحة وجهاز المخابرات ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية لإجلاء القوات المصرية وجميع المصريين، فى ظروف بالغة الدقة والصعوبة، وفى ظل وجود بعض الدول التى تعبث بالشأن السودانى لتأجيج الأوضاع، ومحاولة إحراج مصر والضغط عليها بالأزمة السودانية، وليس أدل على ذلك من عملية التحرش التى قامت بها ميليشيا الدعم السريع مع قوات التدريب المصرية وتصوير الجنود المصريين فى وضع المتحفظ عليهم، وهى صورة كاشفة لنوايا قوات الدعم السريع ومن يمولهم ويدعمهم.. ولكنها فى المقابل صورة فاضحة لهم بسبب عدم وجود سلاح مع هؤلاء الجنود، والأهم والأخطر أن ميليشيا الدعم السريع تعلم أن وجود هذه القوات بالاتفاق مع الدولة السودانية، وهذا المشهد يؤكد خروج ميليشيا الدعم السريع على الدولة السودانية واتفاقياتها.

الحقيقة أن العلاقة بين مصر والسودان لها خصوصية شديدة سواء على المستوى الشعبى أو الرسمى، ويوجد فى مصر حوالى ستة ملايين سودانى يندمجون فى المجتمع المصرى، هم أول من يرفضون ويواجهون أى محاولة للعبث بالعلاقات الوطيدة بين الشعبين، وهناك قواعد دولية راسخة تعيها الدول الكبرى فى مسألة الحدود المشتركة بين الدول وارتباطها بالأمن القومى لكل دولة، وتشكل خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها كما نرى فى الحرب الروسية الأوكرانية، ولكن يبدو أن بعض الدول الصغيرة لا تعى هذه القواعد، ولم تعِ دروس الماضى على اعتبار أنها حديثة النشأة، وندعوها إلى التوقف أمام قرار مصر عندما وضعت خطًا أحمر أمام تركيا على الأرض الليبية.. وإذا كانت مصر تغمض الطرف أحيانًا أمام بعض التحركات مثل المساعدات التى تقدم لأثيوبيا تحت مزاعم الاستثمار التى لا تضيف شيئًا لهذه الدول وتساهم فى تصلب الموقف الأثيوبى تجاه مصر، إلا أنها يجب أن تعلم أن الأمر فى السودان يختلف تمامًا، ولن يقبل الشعب المصرى العبث بالشأن السودانى حتى لو كان من فصيل مصرى يحاول الضرر بهذه الأمة التى يربطها شريان حياة واحد ومستقبل مشترك.

حفظ الله مصر والسودان