عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

لم تغيرنى سنوات العمر، ولم تنجح نقوش الفساد والمصالح فى العبث بما تربينا عليه من مبادئ، وكثيرًا ما تدعونى صراحتى أن أفقد بعض الصداقات، والتى كنت أظن أن الأيام لن تنال منها شيئًا، وأنها لا يمكن أن تتحطم على صخرة المواءمات أو التنازلات التى اتخذها البعض وسيلة هذه الأيام لمواجهة أوحال الغلاء أو العوز أو مستقبل الأبناء، وخلال رحلتى الصحفية التى قاربت ربع قرن لم أتربح من مهنتى، ولم أهادن مسئولًا على حساب المصلحة العامة، ولم أتعمد ضياع حق مظلوم لتوطيد صداقة مع مسئول، لذلك أجدنى دائمًا غير مرحب بى فى بعض الأوساط، وألمح ذلك فى عيون البعض ومنهم بعض زملاء المهنة فى اللقاءات العامة والمؤتمرات، الذين عرف البعض منهم أين الكتف وكيف يتم إنضاجها حتى تؤكل، وكانت تبعات هذا الأمر أن صحيفة براءة ذمتى خالية من الوساطة لأبنائى، فى أى مرحلة تعليمية، أو حتى بعد التخرج، ولم أفلح فى تعيين أحدهم فى أى وظيفة أو عمل له علاقة بعملى الصحفى، ولم أجدد أية ردود عندما يوجهون لى عتابًا ممزوجًا بالحسرة والألم، من لوم زملائهم لهم، على طريقة كيف أنتم هكذا، وأين والدكم وعلاقاته ووساطاته، ألم تنظروا إلى فلان أو فلانة التى التحقت بوظيفة مرموقة أو شركة استثمارية أو يكون امتدادًا لوالده فى مؤسسته الصحفية.

أعلم أن مقدمة المقال زادت عن المألوف، كما أنه ليس هناك ما يدعونى أن أتحدث عن نفسى بهذه الطريقة، لا على سبيل الإطراء والعجب بالنفس أو أن لدى نية يومًا ما فى خوض انتخابات نيابية مرة أخرى، بعد أن تعرضت لتجربيتين مؤلمتين فى ٢٠١٠, و٢٠٢٠، وكان التزوير فى كلاهما لا يختلف عن الآخر، سوى فى التطور الطبيعى للرشاوى وتبديل أسماء الأحزاب، ولكن ما دعانى للحديث هو المعارك الكثيرة التى خضتها فى السنوات القليلة الماضية، والتى فقدت فيها عددًا لا بأس به ممن كنت أظنهم أصدقاء وأقارب، ولن أبدو للقارئ كالطاووس أزهو بنفسى، بل إننى أخطئ كثيرًا ولكن لم تمنعنى صراحتى أن أعتذر عندما أخطئ، وفى نفس الوقت لن أختبئ خلف عمودى الصحفى لأشوه صورة البعض وأبدو أنا ملائكيا لا أخطئ، كل ما فى الأمر أننى لم أتعلم من تجاربى الفاشلة مع بعضهم، وربما تلقيت نفس الصفعة من آخرين، ولم أصل لمرحلة الايمان التى وصفها رسولنا الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول فى الحديث الشريف الذى رواه عنه البخارى ومسلم عن أبى هريرة–رضى الله عنه–عن النبى–صلى الله عليه وسلم–أنه قال: «لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحد مرتين».

والغريب فى الأمر أن كل من اختلفت معهم وهم عشرة عمر، كانت خلافاتى معهم فى الثوابت التى لا تشفع معها مبررات أو اعتذارات، لذلك لا أشعر بوخز الضمير، وأعلم أن هناك وقفة أخرى أمام الملك الديان الذى تجتمع عنده الخصوم، وأسال الله الثبات على الحق، وأعتذر للقارئ الذى ليس له ذنب فيما أقول إلا أنه حديث النفس للنفس ليس إلا.