حكاية وطن
لم تنل المرأة المصرية فى أى عهد سابق، هذا القدر من الاهتمام والتكريم الذى تلقاه حاليا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أعلن منذ الأيام الأولى لولايته انحيازه للمرأة المصرية ومساندته كافة حقوقها، والعمل على تمكينها، وتجلت هذه التصريحات التى أطلقها الرئيس فى عدد من المواقف التى أكدت سعيه لدعم المرأة المصرية التى تناضل فى كل ميادين الحياة؛ تقديرا لقدرتها على التحدى والعطاء وتقديم أغلى ما تملك من أفراد أسرتها فداء لهذا الوطن العظيم، الرئيس السيسى نصير للمرأة سواء المرأة البسيطة أو المعيلة أو المرأة العاملة، ويعتبرهن عظيمات مصر.
«صيصة أبو دوح»، هى سيدة صعيدية من محافظة الأقصر، توفى زوجها حينما كانت تبلغ من العمر 21 عاما، ومنذ ذلك الوقت قررت التخلى عن ملابسها النسائية وارتداء الملابس الرجالى، لكى تستطيع التكيف مع المجتمع فى الأقصر لتربية أولادها وأحفادها لمدة تجاوزت 50 عاما عملت فيها فى حمل الطوب، والحفر فى الأرض ومسح الأحذية وحصاد القصب والقمح.
وكمعظم سيدات الصعيد لم تفكر «صيصة» فى الزواج نهائيا بعد وفاة زوجها ومكثت بجانب ابنتها، وقررت مواجهة الظروف فى مجتمعها وقريتها والتى تمنع خروج السيدات للعمل بمهن الرجال فى الجبل والحر الشديد، وعزمت على التخلى عن أنوثتها وقامت بقص شعرها وارتدت ملابس الرجال، خوفا من تعرضها لأى مضايقات من الرجال لتربية ابنتها التى تركها أبوها نطفة فى بطنها، دخلت الحاجة «صيصة» فى قلب جبل البياضية بالأقصر وعملت فى عدة مهن مثل الرجال والتى لا تناسب طبيعة المرأة، ومنها العمل فى مجال المقاولات، وبدأت فى «دق الطوب الأخضر»، وحمل الرمال والأسمنت، ثم عملت فى مجال الزراعة فى مواسم حصاد القصب والقمح وغيرها فى قلب الجبل برفقة الرجال لتوفير الرزق الحلال لابنتها.
ودائما يحرص الرئيس السيسى منذ توليه المسئولية على تكريم المرأة المصرية فى المناسبات المختلفة، تقديرا لكفاحهن فى الحياة، ففى مارس 2015، استقبل الرئيس السيسى الحاجة «صيصة أبودوح النمر»، حيث طلب مكتب الرئاسة من «صيصة» الحضور من الأقصر للقاء الرئيس كى يكرمها بمناسبة عيد الأم، وبعد مقابلتها وجه الرئيس التحية لها، وقال خلال وقائع الندوة التثقيفية التى نظمتها القوات المسلحة بيوم الشهيد والمحارب القديم، إنه قال لها «انتى شرفتى الرجال والسيدات» وذكر انها بكت عند لقائه.
لم تتخيل الحاجة «صيصة» أن تأتى اللحظة التى يكرمها فيها رئيس الجمهورية على رحلة شقائها طيلة العقود الماضية متحدية نظرات المجتمع الطاحنة، ولم تضع فى حسبانها يوما أن يستضيفها الرئيس بقصر «الاتحادية» ليقدم لها الشكر على ما قامت به ويكرمها كأم مثالية معيلة، لكن لم تخجل يوما من ظهورها بملابس الرجال لتضرب رمزا للمرأة المصرية الأصيلة التى يجب أن تكرم لتكون قدوة للكثير فى المجتمع.
ولم يكتف الرئيس السيسى بالتكريم المعنوى للحاجة، بل أمر بمنحها شقة سكنية بمحافظة الأقصر، بعد إقامتها فى منزل من اللبن لسنوات عديدة.
وقالت الحاجة «صيصة»: «ربنا يخلى الرئيس السيسى، وعد ووفى بوعده، وفرحنى أنا وبنتى وأحفادى، مكنتش أتخيل حد يتصل بيا بعد كل الفترة دى على لقاء الرئيس ويقولى الشقة جاهزة للاستلام، فرحتى متتوصفش، ولما دخلت الشقة سجدت شكرا لله ودعيت للسيسى ينصره على من يعاديه».
وأضافت الحاجة «صيصة» أنها مازالت تتذكر كلمات الرئيس السيسى لها، حيث قال: «سامحينى انتى شقيتى وتعبتى، وانتى فخر لينا كلنا»، وقالت «صيصة»: «أنا حاليا حاسة بالأمان، حتى لما أموت ويبقى سيبت حاجة لبنتى وأحفادى، ومكان نضيف يجمعهم».
كفاح المرأة المصرية سيكون له نصيب الأسد من دراما رمضان هذا العام، حيث يتناول مسلسل «ستهم» بطولة الفنانة القديرة روچينا الذى يكتبه السيناريست ناصر عبدالرحمن، ويخرجه رؤوف عبدالعزيز، فى إطار اجتماعى إنسانى مسيرة بعض السيدات المكافحات، من اللاتى حصلن على إشادات مجتمعية ضخمة، بعد اضطرارهن للعمل فى مهن شاقة، وحققن نجاحا كبيرا، كما تنافس النجمة منى زكى فى دراما رمضان من خلال مسلسل «تحت الوصاية»، الذى تناقش من خلاله قضية اجتماعية تعانى منها الكثير من السيدات وهى مشكلة الوصاية بعد وفاة الأب والزوج ومشاكل الأم مع المجلس الحسبى، وتقدم الفنانة روبى شخصية جديدة فى مسلسل «حضرة العمدة»، الذى يناقش التمكين السياسى للمرأة، ويناقش مسلسل «جميلة» قضية الميراث، ويتعرض مسلسل «عملة نادرة» للعديد من قضايا المرأة.