عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

3 مارس يوم لا ينسى فى تاريخ الوطنية المصرية عامة وتاريخ شعب محافظة قنا عامة، وقد تم اختيار هذا اليوم ليكون عيدا قوميا للمحافظة، احتفالا بالنصر وروح المقاومة فى المعركة التى دارت فى نهر النيل بين جنود الحملة الفرنسية وأبناء قنا فى قرية «البارود» بمركز قفط جنوب قنا عام 1799، استطاع أهالى قنا يوم 3 مارس منذ 224 عاما، إجبار الأسطول الفرنسى على الانسحاب فى معركة طاحنة فى قرية البارود، وأفسد الأهالى ببسالتهم وشجاعتهم فى ملحمة تاريخية استخدموا فيها العصا والنبوت مخطط الفرنسيين بأسلحتهم الثقيلة فى استعمار الوجه القبلى.

انقض أبناء قنا على الأسطول الفرنسى المكون من اثنتى عشرة سفينة متقدمها السفينة الحربية ايتاليا والتى كان يقودها الأمريال «موراندي» المشهود له بكفاءته العالية فى القتال البحرى، يدفعهم إيمانهم بالله وحبهم العميق وانتماؤهم العريق للأرض الطيبة، فنزل الكثير منهم يسبحون فى النيل ويهاجمون السفن حتى استطاعوا أن يستولوا على بعضها ومنها سفينة القيادة «ايتاليا» فأمر قائد السفينة «موراندي» رجاله بتفجير السفينة بعد صعود بعض من أبناء قنا المجاهدين على ظهرها فتناثرت أجسادهم تروى الوادى.

اشتدت المعركة وزاد أبناء «البارود» شجاعة وحماسة، ولم ينجُ من جنود الحملة رجل واحد وكانوا حوالى 500 من الضباط والجنود الفرنسيين والبحارة، وعندما بلغت أخبار الهزيمة الساحقة مسامع القائد الفرنسى نابليون حزن حزنا شديدًا واعتبرها أكبر هزيمة مر بها جيشه فى حملته على الوجه القبلى، كما توقع نابليون أن تكون هذه الهزيمة هى بداية تقلص النفوذ الفرنسى فى مصر.

لقنا أهمية استراتيجية عبر العصور والأزمنة المختلفة، فقد أطلق عليها الفراعنة «شابت» وأطلق عليها الاغريق مدينة «كيتوبوليس» أما الرومان فسموها «مكسيمات» وفى العصر القبطى سميت «قوته أو كوته» إلى أن سماها العرب «قني» ومنه اشتق اسمها الحالى قنا، وهى يعنى المحتضنة، أى المدينة التى احتضنت نهر النيل، من خلال موقعها المتميز على أطراق النيل.

كانت مدينة قنا فى العصور الوسطى قاعدة يتبعها 7 قرى ولما ألغى نظام الكور وأنشئت الأقسام الإدارية الكبيرة، ضمت إلى الأعمال القوصية التى كانت قاعدتها قوص واستمرت حتى الحكم العثمانى والتى أصبحت فيه تابعة لولاية جرجا، وفى عام 1826 قسمت ولاية جرجا إلى مأموريات فكانت قنا مقرا للمأمورية ولما قسمت البلاد إلى مديريات كانت قنا عاصمة لمديرية قنا أما فى نظام الحكم المحلى حينما استبدل بنظام المحافظات أصبحت قنا عاصمة المحافظة.

تعتبر قنا من محافظات جنوب الوادى التى يتوفر بها قدر كبير من المقومات الأساسية والضرورية اللازمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوجد بها ثروات معدنية وحاصلات زراعية وأراضٍ قابلة للاستصلاح والعديد من الأماكن السياحية والآثار علاوة على توفر القوى العاملة فى التخصصات المختلفة.

تبلغ محافظة قنا السكنية حوالى 9565 كم والمساحة المأهولة 1356 كم، وتنقسم إلى 9 مراكز وهى من الشمال إلى الجنوب: «أبو تشت - فرشوط - نجع حمادى - دشنا - الوقف- قنا - قفط- قوص - نقادة»، ويبلغ عدد قراها الرئيسية 41 قرية، يتبعها 111 قرية، فيما يبلغ عدد العزب والنجوع 1466، ويحدها شمالا محافظة سوهاج، وجنوبا محافظة الأقصر، وشرقا محافظة البحر الأحمر، وغربا محافظة الوادى الجديد.

فازت قنا بالمركز الثالث، ضمت الدول والمدن المتقدمة من خلال هيئة تحكم جائزة منظمة المدن العربية فى عهد محافظها السابق عادل لبيب الذى يرجع إليه الفضل فى تطوير وتجميل مدينة قنا التى أصبح يطلق عليها باريس الصعيد، تحية إلى شعب قنا فى عيدهم القومى وتحية إلى قيادات المحافظة، وعلى رأسهم اللواء أشرف الداودى الذى لا يدخر جهدا فى سبيل الحفاظ على الرقى الذى وصلت إليه محافظة قنا، وتحية إلى جميع القيادات الأمنية بالمحافظة الذين يسهرون على استقرار وأمن شعب قنا.