رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

سيناء ليست مساحة من الأرض جعلتها الجغرافيا موقعًا استيراتيجيًا مهمًا يربط آسيا بأفريقيا، ويمر من خلاله أهم مجرى ملاحى عالمى - قناة السويس - وإنما سيناء قد حباها الله بخصوصية لم تعرفها بقعة أخرى على كوكب الأرض، عندما كلم الله عز وجل موسى عليه السلام على هذه الأرض المباركة وتجلى بوجهه الكريم على جبل موسى بدير سانت كاترين، ولأنها أرض الرسالات ومعبر الأنبياء وبوابة مصر الشرقية، فقد شهدت أرضها معارك وملاحم بطولية سجلها التاريخ عبر آلاف السنين، وتسجل الحضارة الفرعونية أهمية هذه البقعة لمصر عبر كل العصور عندما أقاموا طريق حورس الحربى القديم وشيدوا عليه القلاع الحصينة لمواجهة الغزاة من الشرق، ولم تسلم سيناء طوال تاريخها من الأطماع والتهديد، ودفعت مصر ضريبة كبيرة فى حروبها الأخيرة مع إسرائيل فى 56، 67 وحرب الاستنزاف، وانتهاء بملحمة أكتوبر المجيدة التى سطرت فيها مصر أروع الانتصارات لتحرير الأرض واستعادة هذه البقعة المقدسة على قلب كل مصرى.

الحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى بحكم خلفيته العسكرية يعى الأهمية الاستراتيجية لسيناء، وبدأ منذ توليه المسئولية فى إعادة ضم سيناء فعليًا إلى الكتلة المعمورة لمدن القناة والدلتا من خلال مسارين متوازيين، بإنشاء عدد من الأنفاق أسفل قناة السويس وشبكة طرق حديثة لسهولة التنقل من وإلى سيناء وإنهاء عزلتها للأبد، وفى الوقت نفسه كانت القوات المسلحة تخوض حربًا ضارية فى مواجهة الإرهاب الذى اتخذ من سيناء موطنًا له بعد أن استطاعت الجماعة الإرهابية اختطاف السلطة فى مصر وسهلت للجماعات الإرهابية والمتطرفة الاستيطان فى سيناء لتكون شوكة فى ظهر الدولة المصرية تستخدمها لترسيخ سلطتها فى الحكم والتمكن من مفاصل الدولة، وسمعنا جميعًا التصريح الخطير لمحمد مرسى عندما طالب بالحفاظ على سلامة الخاطفين والمخطوفين فى دلالة وتأكيد على رعاية هذه الجماعات على أرض سيناء وتسهيل دخول عناصر جديدة من الخارج لفرض واقع على مصر من خلال السيطرة على سيناء، وبدعم من بعض الدول والأطراف الخارجية، إلا أن يقظة وبسالة القوات المسلحة المصرية أسقطت كل السيناريوهات وتمكنت من القضاء على مئات البؤر الإرهابية وتطهير سيناء بشكل كامل فى حرب هي الأصعب منذ تحرير سيناء.

قبل عدة أيام تابع المصريون إطلاق خطة التنمية الشاملة لأرض الفيروز، خاصة الدولة قد انتهت من إنشاء البنية الأساسية بتكلفة حوالى 50 مليار دولار فى شكل مدن جديدة وطرق وكبارى وأنفاق ومجمعات خدمية كاملة مثل المدارس والجامعات والمستشفيات ومجمعات حكومية، وإطلاق المياه فى ترعة السلام لبدء عمليات الاستصلاح والزراعة.. وفى اعتقادى أن خطة التنمية التى أطلقتها الدولة فى هذه البقعة هى أكبر ضمانة لحمايتها وترسيخ الأمن القوم لمصر فى حدوده الشرقية، وهى أيضاً دعوة لجميع المصريين للاتجاه إلى سيناء التى باتت مستعدة لاستقبال آلاف الشباب وكل المستثمرين بما تملكه من فرص استثمارية واعدة سواء فى الزراعة أو مجالات التصنيع المختلفة وأيضاً المجال السياحى بما تملكه من شواطئ خلابة وأيضاً مرور مسار العائلة المقدسة بها ومنطقة سانت كاترين التى تمثل مزارًا عالميًا، بالإضافة إلى التنوع البيئى والحضارى والطبيعة الخلابة التى تتفرد بها سيناء، بخلاف ما تزخر به من موارد طبيعية مهمة تجذب كبار المستثمرين المصريين والأجانب وتضيف الكثير إلى الاقتصاد المصرى.

حفظ الله مصر