عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الحضارة المصرية من أوائل الحضارات العريقة فى تاريخ البشرية، كما أنها شكلت مهد الحضارات متتالية، وقد كانت هذه الحضارة متفوقة فى عمرانها وابتكارتها وفنونها، وتركت بصمة واضحة فى العالم فى مجالات مختلفة، كما أن مصر هى أول حضارة عرف أهلها الكتابة والتدوين، وأبدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، وكان المصريون القدماء حريصن على تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث التى صنعوها وعاشوها، وبهذه الخطوة الحضارية العظيمة انتقلت مصر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة فى العالم لها تاريخ مكتوب، ولها نظم ثابتة.

تحظى مصر بمكان دينية عريقة، جعلتها أم الدنيا، فقد تم ذكر اسمها صراحة فى القرآن الكريم، كما تم ذكرها وتقديسها فى الكتاب المقدس، فقد لجأ الأنبياء إبراهيم واسحق ويعقوب إلى مصر فى الأوقات التى عانوا فيها من المجاعة، كما حضر إليها الأنبياء يوسف وموسى وعيسى عليهم السلام، بالاضافة إلى ذلك، فمصر تضم جامعة الأزهر التى يعود تأسيسها إلى ألف عام والتى تعد من أهم المؤسسات الاسلامية التعليمية فى العالم، وهناك أسباب أخرى لتسمية مصر بأم الدنيا، ويرجع ذلك إلى مكانة مصر الثقافية والفنية؛ حيث انها تعد موطنًا للعديد من الفنانين ولهجة مصر هى اللهجة الأكثر انتشارًا فى الوطن العربى، وهجرة السيدة هاجر من مصر برفقة زوجها النبى إبراهيم عليه السلام إلى شبه الجزيرة العربية، وفيها عمرا الكعبة، فتحولت منطقة الجزيرة العربية الخالية من الناس إلى منطقة مأهولة عامرة، كما أطلق الرومان على مصر اسم أم الدنيا لأنها كانت المصدر الأساسى لتزويد الامبراطورية الرومانية بالطعام والقمح، بالإضافة إلى عدد سكان مصر مقارنة بباقى البلدان العربية.

بالاضافة إلى أم الدنيا هناك ألقاب أخرى اشتهرت بها مصر، ومنها كمت: ويعنى الأرض الخصبة التى تحيط بنهر النيل، فقد كان المصريون يزرعون فيها منذ أن عرفوا الزراعة.

ودشرت: وتعنى الأرض الحمراء أو الأرض الصحراوية، وذلك لأن الصحراء تشكل الجزء الأكبر من مساحة مصر. وتاوى: وهى إشارة إلى اقليمى مصر الرئيسيين؛ الصعيد والدلتا. وهبة النيل: وأطلق هذا الاسم على مصر قبل 2500 سنة حين ازدهرت حضارتها على ضفاف النيل الذى ضمن خصوبة الأرض المحيطة به وجودة ثمارها. وأرض الكنانة: وتعنى جعبة السهام ومن معانيها الحافظة أو المحفوظة، فقد برع أهل مصر فى صناعة السهام واستخدامها، وكان أول من أطلق عليها هذا الاسم الصحابى عمرو بن العاص عندما فتح مصر فى عهد الفاروق عمر بن الخطاب.

ولمكانة هذا البلد الأمين، كانت نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم بدخوله فى الاسلام، وكانت وصاياه بأهله، الذى سينبئون فى التاريخ الاسلامى مكان الريادة والقيادة، وفى هذه الوصايا قال صلى الله عليه وسلم: ستفتح عليكم بعدى مصر، فاستوصوا بقبطها خيرًا، فإن لكم منهم صهرًا وذمة، كما قال: ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحما، فمن رحم هاجر المصرية جاء إسماعيل ابن أبى الأنبياء إبراهيم عليهما السلام، ومن مصر كانت مارية القبطية، التى ولدت للرسول ابنه الوحيد إبراهيم، الأمر الذى جعل المؤرخين يقولون: إن العرب والمسلمين كافة لهم نسب بمصر من جهة أمهم مارية أم إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأن أزواج النبى أمهات المؤمنين، القبط أخوال العرب والمسلمين، وصارت العرب كافة من مصر بأمهم هاجر لأنها أم إسماعيل وهو أبوالعرب.

وتنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأن أهل مصر سيكونون على امتداد تاريخ الاسلام القوة الضاربة دفاعًا عن ديار الاسلام فى مواجهة التحديات والغزوات، فقال: إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض.. فلما سأله أبوبكر الصديق: ولمَ ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة.