عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء، حضارة مصر قديمة قدم الإنسان، وانتقلت عبر الأجيال، لتؤكد أن مصر جاءت أولا ثم جاء التاريخ، عرفت مصر أولى وأقدم الحكومات على وجه الأرض، بدأت فى الألفية السادسة قبل الميلاد، حيث بدأ سكان مصر فى الصحارى والجبال، واستقروا على ضفاف النيل وعملوا بالزراعة بعد ما كانت الحياة تعتمد على الصيد.

مسيرة مصر التاريخية الموغلة فى القدم بدأت فى التطور الشديد، انتقلت من بناء القرى إلى مرحلة بناء المدن، ثم ظهرت الأقاليم، وبدأ ظهور الحكومة التى كانت مهامها الأولية حفظ الأمن، وظهر الحكام والموظفون لتنظيم أمور الناس.

انتقلت مصر بعد ذلك من الأقاليم حتى وصلت لبناء مملكتين، مملكة الشمال، ومملكة الجنوب، ثم توحدت المملكتان مع ظهور الحكومة والمملكة الموحدة فى مصر ثم الانفصال والتوحيد مرة أخرى ونهائية على يد الملك الأول نارمر أو مينا، حيث بدأت الأسرة الأولى فى حكمها وبناء مدينة ممفيس أو منف كأول عاصمة للبلاد.

لقد كانت مصر القديمة بكل تاريخها الطويل من أهم الامبراطوريات فى التاريخ، ومرت عبر تاريخها الطويل بالعديد من الحكام الذين لهم إنجازات كبيرة مثل منحوتب الثانى الذى قام بتوحيد البلاد مرة أخرى بعد انهيار الوحدة فى عصر الاضطحلال الأول، والملك سونسرت الثالث الذى قام بحفر قناة تربط ما بين نهر النيل والبحر الأحمر، وعصر الملوك العظام أمثال أحمس، وتحتمس الثالث، ورمسيس الثانى والثالث، ولهم العديد من الانجازات العسكرية والحضارية والفنية الكبيرة، والملك اخناتون صاحب فكرة توحيد الآلهة، وتوت عنخ آمون صاحب القناع الذهبى الشهير، وكذلك الملكة حتشبسوت وهى من أعظم ملكات مصر.

لقد كان نهر النيل ومازال له أهمية كبيرة فى التاريخ المصرى، لأنه أصل الحياة فى مصر، وكان السبب فى تكوين الاستقرار والحضارة المصرية القديمة، واستقرار القرى وظهور المدن ثم الأقاليم وبناء الممالك المصرية وتوحيدها.

كما كان نهر النيل السبب فى زيادة معدل الاستقرار، وظهور الزراعة والتجارة والتواصل التجارى بين القرى والمدن المصرية ثم الاستقرار وبناء الأهرامات.

كما تعتبر الكتابة الهيروغليفية من أولى اللغات التى اخترعها الإنسان فى هذه المنطقة، وكتبت على جدران المقابر والمعابد، وكانت اللغة المقدسة للمصريين واستمرت طويلا حتى اندثرت بحلول أواخر القرن الميلادى، حيث انسلخت فيها عدة لغات منها اللغة القبطية المشتقة منها، واندثرت بحلول القرن الثالث الهجرى، حيث طفت اللغة العربية مع انتشار الإسلام بين المصريين.

لقد خلق المصريون القدماء العديد من الآثار المصرية التى لها أهمية كبيرة فى تاريخ الإنسانية، مثل الأهرامات الثلاثة فى الجيزة، كما تجد عظمة الحضارة المصرية فى البناء والعمارة مثل معبد الكرنك، ومعبد الدير البحرى أو حتشبسوت، ومعبد رمسيس الثانى، ومعابد أبى سمبل وغيرها من المعابد، كذلك برع المصريون فى بناء المسلات، وهى عبارة عن لوحة حجرية ضخمة توجد عليها كتابة هيروغليفية تبين انجازات الملك المتعددة التى بنيت فيها وهى طريقة لم يبلغها أى بلد أو حضارة فى وقتها. بل إننا نجد حجر رشيد وهو حجر مكتوب عليه العديد من اللغات المصرية مثل الهيروغليفية والديموطبقية والقبطية والذى تم اكتشافه فى عام 1799 ميلادية زمن الحملة الفرنسية على مصر، حيث اكتشفه أحد ضباط الحملة فى مدينة رشيد، وتم تفكيك رموزه على يد العالم الفرنسى شامبليون الذى أخرج للعالم تاريخ مصر القديمة.

هذه الحضارة المصرية القديمة والمجيدة كانت لها العديد من العناصر الهامة منها استغلال الموارد لبناء اقتصاد مزدهر قوى وبناء حضارة علمية وفنية، فلقد برع المصريون فى الفلك والطب والهندسة والعمارة والفنون المختلفة مثل النحت وبناء التماثيل والرسم وغيرها من العلوم.

هذه الحضارة بنيت على عدة أسس منها استغلال نهر النيل من أجل زراعة مزدهرة وتوفير محاصيل هامة مثل القمح والشعير والفول والعدس والخضراوات والفواكه، بل إن المصريين استغلوا جيدا موارد مصر المعدنية فى الزراعة، حيث الذهب والحديد والنحاس والفيروز والأحجار الكريمة، حيث أسسوا صناعة متقدمة للغاية فى زمنهم وصنعوا جميع الصناعات مثل صناعة الملابس والبردى والحبال والحلى الذهبية وصناعة الأخشاب وغيرها.

حضارة مصر القديمة مازالت بها العديد من الكنوز المخفية التى لم تكتشف بعد.. إنها حضارة إنسانية من أعظم الحضارات، فقد بدأ العالم يفتح عينيه على العلوم والتعليم فى مصر، ولد التاريخ والحضارة البشرية منذ آلاف السنين ترجع إلى عام 3100 قبل الميلاد.