عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

ماذا تبقى لنا كمصريين بعد أن أصبح همنا الأول والأخير هو أن يكفى رصيد القمح حتى موسم الحصاد، ونتسابق إلى الدول المنتجة للقمح حتى نحصل على أكبر كمية بعد تدبير العملات الصعبة للشراء، ويسبق هذه الجولة جولات أخرى من الحكومة إلى البنك المركزى لتوفير العملة الصعبة اللازمة لعملية الشراء، والجميع يعلم هذه الأيام مدى صعوبة هذه الجولة، يحدث هذا ولدينا أكبر وزارة زراعة ربما فى العالم أجمع، وعندما نبحث عن الدور الذى تقوم به تجاه هذه القضية الوجودية فلا نجدها ولا نسمع لها صوتاً رغم الآلاف من المكاتب التى تسع عشرات الآلاف من المهندسين والفنيين وأساتذة الجامعات فى البحث العلمى، والدرجات التى تمنح سنوياً للبعض وتمنع من البعض، والصراع الذى نراه على الكراسى فى معاهد الأبحاث ومحطات التجارب وقاعات التدريس بالجامعات، أضف إلى ذلك مديريات الزراعة بجميع محافظات مصر وما تحويه من إدارات وجمعيات وآلات ومعدات وسيارات، وبعد هذا كله نستورد ٧٠% من احتياجاتنا من القمح سنوياً، ورغم صخامة الرقم وصعوبة تدبير العملة الصعبة له هذه الأيام نجد وزارة الزراعة تتوسع فى التوعية لزراعة الفلفل الألوان والفراولة والكنتالوب وغيرها من المحاصيل والخضراوات غير الاستراتيجية التى لو اختفت من موائدنا فلن نشعر بها ولن تصيبنا بالقلق، واختفى من الساحة المرشدون الزراعيون ورؤساء الجمعيات والفنيون فى مجالات الميكنة والمكافحة بعد أن خرجوا إلى سن المعاش ولم توفر البديل، ولم نسمع توجيهات من الدولة أو إعلانات موجهة بزراعة القمح والفول والعدس والذرة وفول الصويا، وقصب السكر، وعباد الشمس والقطن، وجميعها محاصيل حياتية ووجودية ومصيرية للشعب المصرى الذى أصبح يعانى أشد المعاناة يومياً من توفير طبق الفول الذى كان الطبق الرئيسى للمصريين والآن بدأ الاختفاء بعد أن أصبح لتر الزيت بنحو 70 جنيهاً وكيلو الفول اقترب من الـ50 جنيهاً، وكسب فول الصويا المكون الأساسى لأعلاف الدواجن والماشية نستورده بمليارات الدولارات مع الذرة وزيت الطعام وبسبب نقصها أصيبت صناعة الدواجن بالشلل وستلحق بها قريباً مزارع الماشية التسمين منها والحلاب، رغم أن الموضوع يتطلب إرادة وخطة حكومية طموحة وطارئة وإجبارية بإعادة الدورة الزراعية، أو ما شابه ذلك لتخطيط قطاعات بعينها إجبارياً، لزراعة القمح، وأخرى للقطن والذرة والمحاصيل الزيتية والعلفية، وأن تتصدى الدولة بأجهزتها لأية محاولات لعدم الالتزام بهذه القطاعات أو المساحات وتهيئ الدولة أجهزتها بأنها فى حالة حرب ضد من يريد تركيع المصريين وإذلالهم وتسولهم واقتراضهم من طوب الأرض، لتكن الجمهورية الجديدة جمهورية زراعية تعيد لمصر عزها ومجدها بين دول العالم، وما أسهل هذه المعركة مقارنة بمعارك الصناعة والتقنيات الحديثة، فالزراعة على الأقل ستكون الظهير والحصن الآمن للصناعة، ولن تعيب علينا دول العالم إن لم نصنع السيارات أو الأجهزة الكهربائية أو الهواتف الذكية، ولكن سيعيب الجميع علينا إذ لم نوفر رغيف العيش وزجاجة الزيت وطبق الفول والبروتين المحلى الرخيص.

لتكن معركة عام 2023 هى معركة الكرامة والانتفاضة ضد المعوقات الروتينية وضد تغليب المصلحة الشخصية المحدودة بحجة أننا نزرع فواكه وخضراوات ونباتات زينة تصديرية، ودعونا من صرف المليارات للمصدرين كحوافز تصديرية ووفروها لمنتجى المحاصيل الاستراتيجية فى صورة أسمدة وميكنة واستشارات.

أتمنى ان تكون رسالتى قد وصلت، وإذا لم تنتفض وزارة الزراعة لوضعها الحالى، فلتبحث لها عن مسمى آخر.