رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هوامش

حلم طالما انتظرت أن يتحقق، ليس بصفتى صحفيا مصريا يغير على إعلام بلده، بل بصفتى مواطنًا مصريًا يعشق تراب وطنه، ويتمنى أن يراه دائما فى مقدمة الصفوف يعتلى القمة فى كل المجالات بلا منافس.

نعم، كم حلمت أن أرى قناة إخبارية مصرية إقليمية تنقل الأحداث فى كل شبر على الكرة الأرضية، وتنقل عنها كل القنوات ووكالات الأنباء، وكم أكلتنى الغيرة وأنا أرى قنوات إخبارية تنطلق من دول عربية ويتابعها الملايين فى كل أرجاء الوطن العربى، وبلغت غيرتى قمتها عندما كان المصريون يتابعون الأحداث الساخنة فى العالم عبر هذه القنوات.

كنت أتساءل أتعجز مصر أم الدنيا رائدة الإعلام فى الشرق الأوسط عن إنشاء قناة إخبارية تجذب المشاهدين من كل أنحاء الوطن العربى.. بل والغربى عن طريق المهنية والاحترافية ونحن رواد صناعة الإعلام؟

وكانت سعادتى غامرة عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال منتدى شباب العالم عام ٢٠١٧ عن الإعداد لإطلاق قناة إخبارية مصرية جديدة، تخاطب الداخل والخارج وتتصدى لكل المؤامرات الإعلامية، التى تشوه وتزيف الحقائق على الأرض المصرية.

ومرت سنوات حتى أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مؤخرًا، عن تدشين «قطاع أخبار المتحدة» والذى يعد أحد أكبر القطاعات الإخبارية فى الشرق الأوسط، والذى يضم أكثر من قناة، منها قناة إخبارية دولية ناطقة بأكثر من لغة، وأخرى إقليمية تحمل اسم «القاهرة الإخبارية» وقناة «إكسترا الحدث» إلى جانب تطوير قناة «إكسترا نيوز».

تابعت بشغف وسعادة كافة الاستعدادات لإطلاق قناة القاهرة الإخبارية، حتى انطلق برومو القناة، فارتعش جسدى، وكاد قلبى أن يقفز من صدرى وأنا أسمع جملة «هنا القاهرة»، وتذكرت أمجاد الإذاعة المصرية عندما انطلقت تلك العبارة عبر الأثير المصرى والعربى كأول كلمة تنطق به الإذاعة المصرية، بصوت مذيعها الأول «أحمد سالم» فى 31 مايو 1934، فكانت قوية مثل دانة مدفع حتى الحرب على مصر والعدوان الثلاثى لم تستطع أن تكتم صدى هذه العبارة فانطلق من دمشق، هنا مصر من سورية.

البرومو الذى أعلن عنه الزميل أحمد الطاهر، رئيس القناة، تم تصميمه بمهنية عالية، وعكس عروبة القناة وليس مصريتها، وأكد أن الوطن العربى يعيش فينا، فى إشارة إلى أن القناة صوت الوطن من الخليج إلى المحيط، وكشف عن تواجد القناة على الأرض فى مختلف عواصم العالم، بشبكة مراسلين تصل إلى٣٠ مراسلا أغلبهم كوادر شبابية مصرية تم تدريبهم جيدا، ويدعمهم كوكبة من مذيعى الأخبار من مصر والعالم العربى، المعروف عنهم المهنية والحياد والدقة فى نقل الأحداث، ورواد كبار أمثال عادل حمودة وجمال عنايت.

«هنا القاهرة» من بغداد العناد ونهر نيل وفرات إلى الخلود، إلى قدود حلبية تحفظ عن ظهر قلب، من نواكشوط إلى البحرين، إلى شجرة أرز بيروتية يستظل بها عربيو مقديشيو، هنا تجمعنا مظلة خليجية شرقية، ومغرب عربى لا تغرب عنه الشمس، ويمن سعيد يستعيد فرحته الغائبة، ونسيم بين عُمان وعمّان، والعين على القدس العتيق، هامات قومية كجبال جدة وقمم مراكش، قامات عربية تليق بأمة أبيّة، وطن واحد يعيش فينا قبل أن نعيش فيه، هنا القاهرة عاصمة الخبر.

ويأتى إطلاق قناة القاهرة الإخبارية فى توقيت بالغ الدقة عالميًا وإقليميًا، حيث تمر الكرة الأرضية بظروف استثنائية صعبة قد تنقلب فيها الظروف المناخية والاقتصادية، وتتغير بسببها موازين القوى، وبما أن الإعلام من الأسلحة الهامة فى السلم والحرب، فما أحوجنا إلى قناة ضخمة تنقل الأحداث بمصداقية بعيدا عن التلوين والتشويه فى هذا التوقيت الهام من تاريخ البشرية.

وجود قناة إخبارية مصرية إقليمية حلم طال انتظاره لسنوات، وها هو يتحقق على يد الشركة المتحدة، التى تسعى لخلق إعلام محترف وهادف يليق بالجمهورية الجديدة، وأدعو الله أن تولد القناة كبيرة وتظل على القمة، فمصر كبيرة وتستحق إعلامًا يليق بها.