عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

 

 

شرفتُ بمقابلة الرئيس الألمانى السابق بقصر الرئاسة الألمانية مرتين بدعوة من سيادته بعد حصولى على منحة همبولت Humboldt العالمية، وهى أعلى جائزة ألمانية عالمية تُمنح للعلماء ويطلقون عليها نوبل أوروبَّا، وفى كل مرة كان يبدى احترامه وتقديره لمصر، وتطلَّعه الدائم لزيارة مصر والتمتع بمشاهدة شعبها ومعابدها، ولفت نظرى أنه قدّم شعبها على معابدها وأهراماتها، وتحدث عن جمال مصر فى المخيَّلة الأوروبية، وكيف أنه درس التاريخ المصرى فى المناهج التدريسية، وأنه يتوق لزيارة مصر. وهذا ما لمسته من تقدير واحترام لمصر من قِبل السيد يوليوس لوى، سفير ألمانيا السابق بالقاهرة فى غداء عمل بعوامة بالنيل بقنا عندما زار الصعيد، وكيف أنه مستمتع بالإقامة بمصر وبشعبها وبحضارتها.

ويبدو أن شغف الألمان بمصر عظيم، فقد صرح وزير ألمانيا الأسبق ومهندس الوحدة الألمانية هانز ديتريش جنشر عندما التقيته قبل سنوات «إننى أعيش فى زقاق المدق» إشارة إلى أنه كان يقرأ رواية نجيب محفوظ «زقاق المدق» التى تُرجمت إلى الألمانية، وهناك حضور قوى لروايات جمال الغيطانى وأشعار محمود درويش، وقد تركنا ترجمة أدبنا العربى لهم فقط دون أن يكون للجامعة العربية أى دور فى ترجمة الأدب العربى إلى اللغات الحية، ولو فعلت ذلك لكان لها دور مشهود.

كما أننا لا ننسى المبادرة الألمانية القديمة لحل الصراع العربى الإسرائيلى التى طرحها السيد فيشر وزير خارجية ألمانيا الأسبق – قبل عدة أعوام- التى جاءت تكفيرًا عن غياب الدور الألمانى فى الشرق الأوسط، واستعادة دور ألمانيا بعد هدم جدار برلين والتخلص من تبعات قيود الحرب العالمية الثانية، جاءت تتمة لوثيقة برلين 1999 التى دعت إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، ولا ننسى دور ألمانيا فى الوساطة بين حزب الله وإسرائيل، فهى الآن تقود الاتحاد الأوروبى وهذا يجعلها قادرة على أن تقوم بدور فعّال فى المنطقة ولا سيما حل القضية الفلسطينية التى لم تعد على طاولة أولويات العالم بعد كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

< خاتمة="">

قال الشاعر الألمانى جوته:

«مَن يعرف نفسه وغيره، سيعرف هنا أيضًا أن الشرق والغرب لن يفترقا أبداً، وأتمنى أن أتأرجح بفكر متفتح بين هذين العالميْن، فالتّحرك بين الشرق والغرب هو الأفضل»