رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

القضية التى فجرتها «الوفد» حول دخول شحنة أرز هندى فاسدة للبلاد، وذلك على مدار ثلاثة أعداد متتالية تستحق أن نتوقف أمامها، ويجب ألا تمر مرور الكرام، لعدة أسباب، أولها أن الأمر يتعلق بسلامة الغذاء وصلاحيته للاستهلاك الآدمى، والثانى يتعلق بالمستهلكين للشحنة وهم المواطنون البسطاء أصحاب البطاقات التموينية، أما السبب الثالث فهو تبعية الجهات المسئولة عن الشحنة إلى الحكومة مباشرة.. فالحكومة هى الجهة المستوردة من الخارج والموردة للداخل والمسئولة عن الرقابة والصلاحية وسلامة الغذاء.

لم يعجبنى تعقيب الدكتور على المصيلحى وزير التموين، على ما نشرته «الوفد» حول الصفقة.. خاصة أننى على قناعة بأنه وزير مخضرم.. عاصرته سنوات طويلة عندما كنت محرراً لشئون مجلس الوزراء فى عهد الدكتور أحمد نظيف، وكان هو وزيراً للتموين فى الفترة الأولى.. فالرجل يمتلك من الخبرة والكفاءة فى مجاله ما يجعلك مطمئناً فى هذا القطاع الاستراتيجى.. وأذكر أننى عندما التقيته فى مكتبه للمرة الأولى، وكان ذلك بناء على طلبه ليرد على مانشيت كتبته فى «الوفد»، تأكدت أنه وزير «شاطر» ومحنك، لكن ما ذكره الدكتور المصيلحى فى رده مؤخراً هو أمر يتطلب توضيحاً آخر على التوضيح.

وحتى أكون منصفاً، فإن ما قاله الوزير من أن بعض الشحنات القادمة من الخارج يكون بها بعض الشوائب والحشرات الميتة نتيجة وجودها فى الموانئ، هو أمر أتفق معه فيه تماماً.. وما ذكره من أن التصرف فى هذه الحالة يكون بتبخير الأرز أو غربلته حسب رأى اللجنة الفنية، هو أمر عاصرته كثيراً عندما كنت محرراً لشئون التموين، وحدث ذلك مرات عديدة ولم يكن الأمر يقتصر على سلعة واحدة سواء أرز أو قمح، ولم يكن يخص دولة بعينها، سواء روسيا أو أوكرانيا أو الهند أو فرنسا.. هذا الأمر أتفق مع الوزير فيما ذهب إليه.

أما ما أختلف فيه مع الوزير هو عدم تطابق ما يقوله على شحنة الأرز الهندى التى كشفت عنها «الوفد» لأن ما يقوله الوزير ينطبق فقط على الشحنات التى تحتوى على شوائب وحشرات ميتة ومنها «السوس».. أما الشحنة الهندية فإن الأمر تعدى الحشرات والشوائب والتبخير، ووصل إلى تغيير خواص الأرز من ناحية اللون، حيث تبين وجود كميات من الأرز باللون الأبيض، وكميات أخرى باللون الأصفر، بالإضافة إلى تغيير رائحة الأرز بشكل واضح للغاية، كما نشرت الزميلة جيهان موهوب.

ولذلك فإننى أطالب الوزير بتشكيل لجنة عاجلة لتحديد مصير الشحنة بعد إعادة فحصها وتحديد المسئولية بين مختلف الجهات.

فما أعرفه من خلال عملى فى فترة سابقة كمحرر شئون التموين، عاصرت خلالها وزراء الزمن الجميل، المرحوم الدكتور جلال أبوالدهب، والمرحوم الدكتور أحمد جويلى، أن المسئولية تقع على عاتق هيئة السلع التموينية، التى تقوم بعملية الاستيراد، ثم الجهات المسئولة عن الحجر الصحى والزراعى.. أما الشركة القابضة للصناعات الغذائية والشركات التابعة لها، فلا علاقة لها بالقضية، لأن دورها يقتصر على استلام الأرز السليم وتعبئته وتسليمه إلى وزارة التموين لتوزيعه على البطاقات.. فدور الشركة القابضة هنا، هو دور وسيط، وعلى الوزير أن يحدد على من تقع المسئولية، لأن الأمر يتعلق بسلامة وصحة المصريين.