عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البداية

أكثر ما يؤخر هذا البلد فى أى مجال هو بعض الشخصيات العامة أو المسئولين الذين يرفعون شعار «المصلحة العامة» فى كل تصريحاتهم وهم فى حقيقة الأمر بعيدون تماماً عما يقولون، ولا يهمهم إلا ما يمكن أن نطلق عليه «المصلحة العمياء»!! لدرجة أننى أصبحت أنزعج وأقلق من الذين يكثرون من الإشارة إلى المصلحة العامة فى تبرير أو تفسير قراراتهم أو بعض تصرفاتهم أو توجهاتهم.. والعجيب أنه بمرور الوقت نكتشف أن هؤلاء بالفعل لم يكن لهم أى اهتمام إلا بـ«المصلحة العمياء» التى تخدم مصالحهم وذويهم، وأنهم اعتبروا وجودهم فى بعض المناصب التى وصلوا إليها بحق أو بدون وجه حق فرصة ذهبية لتحقيق مكاسب خاصة بغض النظر عن طريقة الوصول إليها، وهل هى قانونية أم لا، وهل هى حلال أم حرام..

البعض مثلاً يدلى بتصريحات تتعلق بحادث كنيسة إمبابة الأخير الذى راح ضحيته 41 مواطناً مصرياً بينهم أطفال بخلاف المصابين.. وبدلاً من التفكير بطريقة إيجابية والبحث عن كيفية عدم تكرار مثل هذا الحادث الأليم الذى أحزننا جميعاً.. بدأوا فى البحث عن «المصلحة العمياء» والإيحاء بأن وراء الحادث شيئاً غامضاً، رغم أن المعاينة وجهات التحقيق الرسمية أشارت إلى أن ماساً كهربائياً وراء الحادث.. ولكن بدأ هؤلاء فى التشكيك والتلميح ومحاولة مغازلة الغرب الذى يبحث لنا عن أى ثغرة أو سلبية فى محاولة للتدخل فى شئوننا..

ولم يكن هذا النهج جديداً على هؤلاء الذين كوَّنوا ثرواتهم الطائلة من الفرص الذهبية التى أتيحت لهم داخل هذا الوطن الذى يديرون له ظهورهم فى وقت الأزمات والتحديات الحقيقية.. ولا يكتفون بهذا التصرف الغريب، بل يطلقون التصريحات التى من شأنها أن تسمم الأفكار وتزيد الأمور تعقيداً.. رغم أن مصر لم يفلح حتى الاستعمار فى شق صف الأمة التى لم تفرق يوماً بين مسلم ومسيحى، وهو ما تصدت له ثورة 1919 العظيمة التى رفعت شعار «يحيا الهلال مع الصليب». . ويظهر معدن المصرى الأصيل فى المحن والشدائد..

وردود الأفعال الصادقة تكون بالأفعال والتكاتف الصادق وليس بالتصريحات الرنانة التى تبدو فى ظاهرها أن وراءها هدفاً نبيلاً، ولكنها فى حقيقة الأمر ليس وراءها إلا «المصلحة العمياء» ولا علاقة لها بالمصلحة العامة التى يتحدثون عنها فى كل مرة..

وبعيداً عن هذه الوجوه التى أصبحت تصيبنا بالغثيان، تظهر فى الصورة وجوه إيجابية تساند فى الشدائد والمحن بدون أى تصريحات أو محاولات لخطف الأضواء أو استعراض العضلات مثلما تصرف النجم الكبير محمد صلاح المحترف فى ليفربول الإنجليزى الذى أسهم على الفور بمبلغ 3 ملايين جنيه لدعم أسر ضحايا حادث الكنيسة تأكيداً على أنه مهما عاش خارج الوطن إلا أن مصر فى قلبه، وأن المصلحة العامة الحقيقية هى أن تساند وتسهم وتمد يديك دون أن تنتظر شيئاً من هذا الوطن الذى منحك الكثير.. ويكفى أنك مصرى.

 

[email protected]